or=blue]]الكلام لكان نابع من القلب, فإنه يصل للقلب, وأنا أكتب لكم هذه الكلامات, منتقيات, وموجزات, بيدي حرفاً حرف ... وأتمنا من الله أن تصل لقلوبكم الزكية ... فأقول مستعيناً بالله ...
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاة ...
من النصيحة لكتاب الله : شدة حبه, وتعضيم قدره, والرغبة في فهمه, والعناية بتدبره, لفهم ما أحب مولاه أن يفهمه عنه .... فإذا ألتبست عليك الطرق, وأشتبهت عليك الأمور, وصرة في حيرة من أمرك, وضاق بها صدرك, فارجع للقرآن الذي لا حيرة فيه, قف على دلائله, من الترغيب والترهيب, والوعد والوعيد, إلى ما ندب الله إليه المؤمنين من الطاعة, وترك المعصيه, فإنك تخرج من حيرتك, وترجع عن جهالتك, وتأنس بعد وحشتك, وتقوى بعد ضعفك, فمن أعضم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل كثرة تلاوة القرآن, وسماعة بتفكر وتدبر وتفهم, ومن تدبر كتاب الله وأكثر من تلاوته, عرف صفات الرابحين, وصفات الخاسرين على التفصيل .
ولما كان القرآن العزيز, أشرف العلوم, كان الفهم لمعانيه, أوفى المفهوم, ولأن شرف العلم بشرف المعلوم ... فمن تدبر القرآن طالباً الهدى منه, تبين له طريق الحق.
قال الشاعر :.. فتدبر القرآن إن رمت الهدى ****** فإن العلم تحت تدبر القرآن .
ولو سألت أي مسلم : أتؤمن بأن القرآن هدى, ونور, ورحمة, وشفاء, وحياة للقلب؟ لأجابك - بلا تردد - بنعم, ولكن تأسف إذا علمت, أن كثير من المسلمين لا يعرف القرآن إلا في رمضان, فمن هذه حاله في الحقيقة, هو كمن يعلن عن إستغناءه عن هدي الله, ونوره, ورحمته, وشفائة, وحياة قلبة, إحدى عشر شهراً.
وإن من أوتي علم القرآن فلم ينتفع, وزجرته نواهيه فالم يرتدع, وارتكب قبيحاً, ومن الجرئم فضوحاً, كان القرآن حجة عليه, وخصماً لديه, قال رسول الله صلى الله علية وسلم ((القرآن حجة لك أو عليك)).
ومن موانع تدبر القرآن, سماع الأغاني, والطرب لها, فهذا يلهي القلب, ويصده عن فهم القرآن, وتدبره والعمل فيه, فالقرآن والأغاني لا يجتمعان في قلب واحد أبداً, لما بينهم من التضاد, والتناقض, فالقرآن ينهى عن إتباع الهوى, ويأمر بالعفة ومجانبة الشهوات.
أما الأغاني, فتأمر بضد ذبلك وتحسنه, وتهيج النفوس إلى الشهوات, فتثير كامنها, وتحركها لكل قبيح, فالقرآن داعي الرحمن , والأغاني داعي الشيطان .
اللهم : اني عبدك, وابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضى فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هم لك سمّت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي .
__________________
قل آمنت بالله ثم استقم[/size]