الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما ينبغى لجلال وجهه و عظيم سلطانه و الصلاة و السلام على سيد الخلق و صحبه و حبيب الحق سيدنا و نبينا محمد و على اله و صحبه و سلم.
فان امة الاسلام مدينه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ايما دين. بل ان البشرية باسرها ما يزال فى عنقها دين عظيم تجاه رسول الله صلى الله عليه و سلم و هى لا تقوى على سداد قليله فضلا عن كثيره.
اما اتباعه من المؤمنين به و المتمسكين بهديه فلا خلاف فى انهم استفادوا بدعوته فى الدارين جامعين بذلك حسنة الدنيا و الاخرة معا.بيد ان المعرضين لهديه المفارقين لدينه و ان كانوا بجحودهم قد خسروا اخرتهم الا انهم ما فتئوا ينعمون بظلال شريعته التى جاءت رحمة للعالمين و كانت خيرا و بركة على كافة الثقلين.
و ليس هناك ثمة خلاف فى ان الواجب على الامة ان توقر نبيها محمد صلى الله عليه و سلم و تتبارى فى حبه لانه اهل لذلك و اجدر به.
و من علامات تلك المحبة الاكثار من ذكره و المداومة على الصلاة عليه ليل نهار فالمحب الصادق ما يزال لسانه رطبا بذكر محبوبه و ما يزال فكره منشغل به و قلبه معلقا و موصولا بحبه.
و المسلمون على كل حال لهم تاريخ معروف و حافل بحب رسول الله صلى الله عليه و سلم و مناصرته حيا و ميتا الامر الذى يؤكد على عمق الايمان الضارب فى جذور هذه الامة المباركة و يعكس صدق الانتماء و الايثار و الاخلاص الذى تتحلى به و يميزها عن بقية الامم.
و هذه الرسالة التى تعبر عن هذه القيم و تجسد ذلك الوعد الصادق ما قصدت بها فى الواقع ان احى بها معان قد يتوهم البعض انها اندثرت فنامت او غبرت فغابت و لكن وددت فقط ان احرك بها مشاعرا قد تكون كامنة و استنهض بها همما قد تكون فاترة و اوقظ احاسيس قد تكون غافية.
و بهذا الفهم و انطلاقا من ذلك المنظور يلزمنا جميعا ان نقتطع جزءا عزيزا من وقتنا نجعل فيه لانفسنا وردا راتبا نداوم خلاله و نكثر فيه من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم عسانا بذلك ان ندخل فيه معية المقربين و نكتب فى زمرة الفائزين الموعودين بشفاعة رسول الله صلى الله عليه و سلم.