سلام وو منتدى نري!!
مني بورو؟ إن هال مندي؟ طيب مندو؟
رطانة الدناقلة هي واحدة من مجموعة رطانات أو لهجات نوبية، و منها أيضا رطانة الحلفاويين و رطانة المحس و رطانات بعض القبائل الصغيرة مثل الكنوز و الفدجة و قبائل النوبة في جنوب مصر ...
عموما بينها تشابه كبير و أصلها واحد ..
بالنسبة لرطانة الدناقلة فإن التحدث بها، و عدد الناس المتحدثين بها، و خارطة انتشارها و مدى تأثرها باللغة العربية و غيرها، و مدى و نوعية انتشار أو انحسار مدها ... كل هذه النواحي غير معلومة و غير مدروسة و لا موثقة ...
نظريا يقال إن الحلفاويين و المحس أكثر التصاقا بلهجتهم و تحدثا بها و انحيازا إلى المتحدثين بها من بني جلدتهم ...
أما رطانة الدناقلة فربما يكون عدم التمسك بها و قلة المتحدثين بها في الأجيال الحديثة ناتجا من بعض أو كل من العوامل التالية:
1. كون الدناقلة يتكونون من قبائل شتى و ليسوا من أصل واحد، بل ينسبون للمكان وليس للعرق .. حسب رأي البعض.
2. تأثر المنطقة التي تنتشر فيها رطانة الدناقلة بالقبائل المتحدثة باللغة العربية الدارجة مثل قبائل البديرية و الشوايقة والرباطاب و غيرهم.
3. حدوث هجرات من بعض القبائل ذات الأصول العربية أو المتحدثة بالعربية إلى المنطقة منذ القديم (مثل الكبابيش و الهواوير والعبابدة).
4. وجود أعداد كبيرة من الأجناس الأخرى في المنطقة بسبب التجارة أو غيرها: الحلب، الأقباط، الصعايدة، الفلاتة، ...
5. هجرة الدناقلة المبكرة إلى دول أخرى: مصر و الخليج، و استيطانهم فيها و في المدن في بقية أنحاء السودان، مما ساعد على تخليهم عن لهجتهم و اكتسابهم لهجات و لغات أخرى ...
6. التأثر باللغة العربية بسبب الدين الإسلامي و مناهج التعليم المعربة، و تسرب اللغة العربية واللغات الأخرى إلى الأجيال الحديثة بصورة تدريجية ...
7. الخوف من الوصمة بأن المتحدث باللغة (رطاني)، و الخجل من أثر الرطانة على اللسان و اعوجاج اللسان، و خاصة إن الدناقلة متهمين بالخلط بين المذكر و المؤنث و مط الألفاظ !!!
و ربما تكون هناك أسباب أخرى غير هذه ...
عموما فإن رطانة الدناقلة في خطر كبير، و المتحدثون بها يتناقصون و لا يمارسونها إلا قليلا، بين كبار السن، و في مناطق أصحبت تزداد عزلة و تزداد تأثرا بالمد الحضري و باللهجات واللغات الأخرى ...
و بهذه الطريقة فأعتقد أنه خلال عدة أجيال فسوف تتعرض للانقراض ...
و حاليا فإن كثيرا من الكلمات و الأفعال أصبحت عربية و لا يعرف المقابل النوبي الأصلي و القديم لها ... و بهذه الطريقة فإن خطر الاندثار على الرطانة آت لا محالة ... و أقرب مما نتصور ..
نواصل الحديث عن ذلك و عن خارطة انتشار الرطانة في المناطق الدنقلاوية لاحقاً ...
أرجو المشاركة والإضافة والتعليق من الجميع و خاصة فطاحلة الرطانة!!!
ساعة سرير!!
أرتر وديبورو !!