[ الرسالة الرابعة
المقال ايضا منقول من احدي ايميلات ابو الديب طاهتود. وهو عن الزواج في العرف السوداني بعنوان .. براي سويته في نفسي
بـــــرآآآي سـويتـــا فـي نفـســي .......
كالعادة وخلافا لكل دول العالم التى تتم فيها مراسم الزواج فى يوم او اثنين , وبأقل التكاليف الممكنة نجد ان الزواج السودانى هو عبارة عن مسلسل مكسيكى يستمر لايام وايام يجتمع فيها الاهل والاحباب والجيران وجيران الجيران والاقارب من الدرجة الخمسمائة بعد الالف وينفق فيه اموال طائلة تكفى لبناء مستشفى حديث او فندق 5نجوم او رواتب المعلمين فى احدى المحافظات .
تبدأ الحكاية بعد ان تحس بالقلق عندما تجد ان معظم اصدقاءك قد دخلو القفص الذهبى طائعين مختارين_اؤمن تماما بمسألة القفص ولكن لدى تحفظات كثيرة على حكاية ذهبى دى_المهم تحس بالخطر وتأخذك غضبة حمقاء وتناجى نفسك وانت فى حفلة زواج احد الاصدقاء (والله الواحد بعد دا يشوف ليه مرا. معقول هناى الاهبل دا يعرس وانا لسه قاعد براى زى تور الساقية) عندها يستعرض خيالك قائمة طويلة من معارفك البنات ابتداء من ناس نونة زميلتك فى الروضة مرورا بصديقات مرحلة المراهقة الكتارالماعندهم حد وحتى زميلات الجامعة والشغل وبنت مديرك السابق وبنات الحلة وبنات الاعمام والاخوال وباقى الاهل وحتى المرشحات من الأم والأخوات ومرت خالك العايزاك لي أختها ثم وبسرعة تنسى كل اولئك النساء فى حياتك عندما تسترعى انتباهك الحسناء الجالسة فى ركن قاصي في حفل ذات الصديق الاهبل الداقس,تحبها من اول نظرة وتراقب حركاتها وسكناتها, تلاحظك هى لكن تعمل ماشايفة وتتلاهى بمكالمة وهمية فى موبايلها الجديد وهى ترمقك من طرف خفى كما يفعل) الصياد المحترف مع الفريسة المنتهي أمرها ( .
المهم تتعارفوا بواحدة من الطرق الكثيرة ( البنعرفا كلنا )وطلعة طلعتين وجلسة جلستين فى الكافتريا ثم تقولك (ياهناى والله انا ماممكن اطلع وانزل معاك كدا ساى, الناس تقول علينا شنو؟ سمعتى حتبوظ) ثم تمسح دمعة وهمية من عينيها ( دموع تمساح ) فتأخذك الهاشمية والحماسة وتقول (والله ياسوسو_ودا اسم دلع يقبل آلاف الاسماء المايعة منعا للمشاكل_انا ناوى اصل بيتكم بس انتى عارفة الظروف صعبة والعرس بيكلف كتير وووووووووو) فتقاطعك سوسو بحنية ثعلبية ماكرة وبنعومة الافاعى التي تظهر خلاف ما تبطن (انا مادايرة منك شى, انت بس تعال اخطب والعرس يتأجل لحد ماالظروف تتحسن عشان سمعتي وكمان نقفل باب الخطاب الكتآآآآآآر) فتصدق الكلام من عوارتك وتحدد يوم الخطبة وتأخذ ثلة من اهلك وقليل من جيرانك واصدقاءك وتقصد بيت الملاك المختار وتفاجأ انت واهلك بحشد كبير فى بيت العروس وخيمة كبيره امام البيت وصوت المايكرفون يردد (تست تست واحد اتنين تلاتة تست تست) تأخذك الدهشة والحيرة قبل ان يأخذك ابو العروس جانبا, يعدل عمته التوتل على جنب ثم يقول (والله ياولدى انحنا خطوبة ومسخرة ودخلة ومرقة ماعندنا,عشان كدا قررنا نعقد ليكم طوالى والعرس تموه بالراحة) ثم بأبتسامة محذرة ورفعة حاجب شمال ومعاهه دنقيره راس ونظره من فوق النضارة (ولا رايك شنو؟) وقبل ان تدلى برأيك غير المعتد والمعترف به اصلا يكون وكيلك ووكيل الخطيبه قد اتموا عقد القران فى الخيمة وتحولت انت بقدرة قادر من مشروع خطيب الى زوج ( مع وقف التنفيذ ) بسرعة البرق ثم يغمرك المعازيم (مبروك ياعريس مبروك ياعريس بيت مال وعيال) وانت كاضم ماقادر ترد من الصدمه والأخير منها صدمه مجروس ( حضر كفنك ) وتسمع احدى عمات العروس وهى تقول (شوفوا ياخوانى من الفرحة لمن ماقادر يتكلم) ثم تطلق زغرودة مدوية وهى تبتعد تجتاحك معها رغبة فى لكمها فى فمها لتخرس الى الابد ( من نوع لكمات نسيم حميد ) .. فرغم انها صارت شرعا حرمك المصون الا انه يجب عليك ان تقوم بطقوس مهولة ومراسم عرس كامل لأستلامها أكتر من مراسم تنصيب رئيس جمهورية !!!
وعندما تثور على الوضع وتحلف بالطلاق ان تمشى تجرها من شعرها وتجيبا بيتك بدون حفلات او كلام فارغ وتخلص .. تفاجأ بأن المعارضة تأتيك من الداخل ( الطابور الخامس ) أى امك واخواتك (ليه مادايرنا نفرح بيك؟ انحنا اقل من الناس البسوو الاعراس؟ والله لو ماعملت عرس ماعافيين منك؟ عليك الله عاين دا, داير الجارات ياكلن وشنا؟) فترضخ للأمر الواقع وتبيع قطعة ارض ورثتها عن جدك الرابع عشر وترهن بيت ابوك وتبيع الكمبيوتر والموبايل وتزوغ ببعض الصناديق ثم تستلف من 10-15صديق كدا واخيرا واخيرا جدا تجد نفسك حالق جديد ولابس بدلة سودا-لون الحداد!!! و( متأبط شرا ) هي عروسك المصونة والتى جاءتك فى هيئة فيل صغير بعد ان نجحت وصفات التسمين التى قامت بها العمات والخالات وبعض الصديقات الخبيرات, تأتيك متدحرجة فى فستان ابيض-لون الفرح!!! -فتجلسا تحت بقعة ضوء مزخرفة عليها كرسيان تعرف بالكوشة- والتى لاول مرة تدرك معناها- الجميع فى الحفل فى رقص هستيرى والفنان يصدح بسعادة غير مبررة (شن بتقولوا فى الفرح البعذب سيده والريد البضيع زولوا!!) فتلمس الاغنية فيك اوتارا حساسة لم تدرك معناها من قبل وتكاد تطفر الدموع من عيونك ليس من الفرح بل من ( حاجات تانيه حمياني ) وتجول عيناك على الحضور السعيد وتتوقف عيونك على آخر العزاب من اصدقاءك وهو يرنو اليك بحسد تارة وتجول عيناه بين الحسناوات تاره اخرى وتكاد تقرأ افكاره وهو يفكر (هسى فلان الاهبل دا عرس وانا قاعد براى زى تور الساقية؟) فتكاد تصرخ فيه محذرا ولكن صوتا خبيثا فى داخلك يهمس بمكر وحقد (وانا مالى ومالو, هو أنا فى زول حذرنى؟) .