تركيبة الشعب السوداني..هل هي مفهومة ؟

تركيبة الشعب السوداني..هل هي مفهومة ؟؟؟

لا أدعي معرفتي بثقافات وتركيبات الشعوب الأخرى, ولكن أتحدث هنا عن طبيعة العلاقات وأواصرها التي تجمع بين السودانيين, فقد أكملت اليوم عقدين إلا عامآ في الغربة (المريرة), وما قبل ذلك حينما كنت أعيش في السودان (رغم حداثة سني آنذاك) إلا أنني مثل الجميع عشت في ما كان يسمى ب (الزمن الجميل) أو الأيام الخوالى (على الأقل هذا ما أحسسته بحق منذ نعومة أظافري), حيث كان السوداني آنذاك يضرب به المثل في الخارج (وما زال) لتميزه بالشهامة والمروءة والأمانة والصدق والطيبة (المفرطة), ولعمري هذا ما إستشعرته (داخليآ) طيلة فترة وجودي في السودان, حيث أمضيت فيه أيامآ جميلة ورائعة, وأنشأت العلاقات الحميمة الصادقة, ووطرت أصر علاقاتي بالأهل وإكتسبت من الخبرات ما كانت تكفي وتزيد لمجابهة الحياة والتعامل الراقي الصادق الوفي المخلص مع الجميع (وخاصة من يسيرون معي في نفس الدرب) إلى يومنا هذا, ولم أكن أعرف إلا ما هو جميل, وكنت أحب الجمال ودائم التفاؤل وواسع الصدر خاصة مع الأحباء والمقربين والأصدقاء, ولكن بدأ الإحباط يتسلل رويدآ رويدا إلى نفسي مع مرور الوقت (وأنا خارج أرض الوطن), فالتغيرات التي حدثت للكثيرين جدآ من أبناء الوطن لم تكن محصورة في عرق, دين أو قبلية, ولكنها تغيرات حدثت للجميع بلا إستثناء, فالعلاقات فيما بين الأسرة الواحدة, الأصدقاء, الأنساب, الجيران, المعارف..باتت تشوبها الكثير من: الشكوك, الحذر, الجفاء, الحساسية (المفرطة والمبالغ فيها), الحسد, الطمع, الجشع, الحقد والغل, القطيعة والنميمة..ما يؤسف حقآ أن الأخ (وبكل سهولة) يمكنه أن يقطع علاقته بأخاه أو صديقه دون مراجعة نفسه (حيث أننا غرباء عن ثقافة الإعتذار), وأصبح ما يعرف بالإخوة الصادقة الوفية أقل تعاملآ مما كان يعرف به في السابق, (ولا أريد الإسهاب في الحديث لأقول أنها قد أصبحت ضربآ من الخيال حتى لا أظلم الكثيرين), ولكن قطعآ ليست مشجعة إطلاقآ (إن شئنا توخي الحذر والدقة), ولكن حقيقي التعامل مع الآخر أصبح ليس بالشيئ الهين, فهناك أناس مهما فعلت من أجلهم لن تستطيع إرضائهم, وقد تجد منهم عكس ما تتوقعه رغم أنف التعامل الراقي المهذب الذي تبادلهم به, وكل الود والحب الذان تكنهم لهم.. فماذا حدث للشعب السوداني؟؟ هل بسبب المال يمكن أن يخسر الأخ أخاه؟؟ هل بسبب الزوج يمكن أن تخسر الأخت أختها وأمها؟؟ هل تلاشى الخل الوفي من الحياة؟؟ هل يشعر المغترب أو القادم للسودان بتغير في نمط الحياة وفي علاقاته مع الآخرين على حد سواء؟؟ هل هي العولمة؟؟ هل..هل.. هنالك حلقة مفقودة لا أدري كنهها, ولكن ما أراه أمامي أننا نتفرق ولا نتوحد أو نتآخى, سواء كنا هنا في المنبر, في الوطن أو حتى بين الأسرة الواحدة...ما الذي جعل كل هذه التغيرات تحدث بيننا؟؟ وهل من عودة إلى قديمنا؟؟؟

عدد المساهمات : 610 تاريخ التسجيل : 08/12/2010

الاخ هانى
كبف الاحوال
عقدين من الزمان (بس Laughing

) ماشاء الله ولكن ما تخطه يقول غير ذلك
عموما انت سألت واجبت سأقتبس لك سبب هذا الشعور من ما كتبته
كتبت اخى هانى
ا (العلاقات فيما بين الأسرة الواحدة, الأصدقاء, الأنساب,
الجيران, المعارف..باتت تشوبها الكثير من: الشكوك, الحذر, الجفاء, الحساسية (المفرطة والمبالغ فيها),
وسبب هذا الامر اخى هو ما كتبت انت ايضاً
(الحسد, الطمع, الجشع, الحقد والغل, القطيعة والنميمة.)
ولكن تأكد اخى هانى ان برغم ظهور هذة الامراض اعلاه والتى تجعل الآسر والافراد اكثر (تحفظاً)
من ذى قبل .. ولكن تجد بريق الطيبة والشهامة لا يزال موجوداً
فمثل هذا البريق هو كبريق الذهب الذى لا يصدأ ولكن قد يحُجب لفترة
الثقافات الدخيلة التى اصدمت بثقافتنا لها اثر كبير .. القنوات الفضائية
والانفتاح الاعلامى السلبى له دور اكيد ..
التقليد الاعمى (لمراهقينا) لم يرونه من احداث واللفاظ وتعاملات اعتبرها (القشة التى قسمت ظهر البعير)
ولكن انظر معى (اذا وجدك سودانى وانت ترتدى جلابية) فى اى دولة يبتسم لك او قد يسلم عليك او يتعامل معك مباشرة
هذة هى البذرة الطيبة
كن بخير ...

عدد المساهمات : 1064 تاريخ التسجيل : 01/09/2010

سلامات ..مقال جميل واختيارك جميل ..الاعتذار وفضايل المعاملة بين الناس والاهل والاخوان اندثرت فى زمننا هذا ..العيب فينا التركيبه المجتمعيه السودانية ماهى المشكله ولا عاداتنا العيب فينا نحن يعنى ياهانى مثال انت رجل يقرا ويستوعب ويعرف الخطا من الصواب لكنك رجل تاخذه العزة بالاثم فى كثير من الامور
اهل هذا الزمان ليوثقوا الوثاق بينهم ويقوا النسيج والرابط بينهم يجب ان نرجع لكنا للبساطة ..ونتمعن فى علاقتنا بوالدينا اولا ونرى هل هى سليمة ؟؟ثم مدى استعابنا لاخواننا واحتفائنا بهم على مختلف سحناتهم وشاكلتهم وثقافتهم..مجتمع الاسرة هو مثال مصغر لتعاملنا ..فان كنا مثاليين فى التعامل والترابط وفهم الاخر داخل الاسرة الصغيرة ودرء الخلاف وطرد الانا وحب الذات وحفظ الاحترام كل حسب عمره وفهمه وطبيعته وتركيبته ..حنلقى ترابط جميل ومن ثم حينعكس للخارج ويبقى مجتمعنا مثالى جدا وما حيكون فى اى من الشكوك, الحذر, الجفاء, الحساسية (المفرطة والمبالغ فيها..حتختفى كل هذه الصفات لو استبدلناها نحن من الداخل ببدائلها ..يعنى مثال متى جلست مع اخوك الاصغر لتناقش معه امور حياته وتنصحه وترشده وهو احوج اليك والى حنوك الاخوى من الجفاء ونظرة الاذدراء انت كمثال والحديث موجه للكل ..هناك عاطفة منزوعة لا ادرى اين ذهبت وهى اساس كل المعاملة
والرسول عليه الصلاة والسلام يقول الدين المعاملة..

الأخوة والأخوات الأعزاء تحياتى لكم
أخونا العزيز هانى تحياتى وإحترامى
لا استطيع التعبير عن فرحتى بعودة قلمك للساحه وها أنت تنيرنا فنستزيد منك بالمعرفه .
لقد أوضحت وبصورة جميلة واقعنا المرير الذى نعيشه وبأدق التفاصيل
كما أوفى الأخ طارق برده فى كثير من النواحى وصدق فيها وكذلك فعلت الدكتورة نضار.
ولن أقول سوى أن "الله لايغير مابقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم".
البذرة التى تحدث عنها الأخ طارق فعلا موجوده ولكنها بحاجة للرعايه لتنمو من جديد وتزيل الآثار السلبيه التى خلفتها العولمة وماتبعها من آثار.
والرعاية تبدأ بكم أنتم يا من وعيتم وفطنتم لما يحدث ولم يعجبكم الحال فلنبدأ بمن حولنا وإذا نجحنا مع شخص سيقوم بدوره بالمحاولة مع غيره وستتسع الدائرة إن شاء الله لتشمل المجتمع ككل.
فقط دعونا نتحمل المسؤلية ونبتعد عن اليأس والخوف من المواجهات فدوام الحال من المحال إذا ما إستمرينا فى العمل الجادى ستظهر النتائج أقرب مما نتصور .
وأرجو أن لايتوقف العمل عند الكتابة بل يتخطاها نحو إيجاد أفكار وسبل من أجل التطبيق العملى وبدء التنفيذ.

وفقكم الله لما يحب ويرضى
تقبلو مروروى

الاخ طارق ونضار ومنير
تحية طيبة وسعيد بمروركم
الموضوع لقيتوا في سودانيز اونلاين عجبني
قلت اشرككم معاي في التعليق وهو موضوع
جدير بالنقاش والجدال لاهمية مايتناوله من علاقات
انسانية اصبحت تتغير وتتبدل نظرا لتتطورات
وتقلبات الحياة والمعروف انو مافي شعب تغير للاسوأ مثل
الشعب السوداني الكان معروف علي مستوي العالم بانو شعب
مترابط الموضوع يحتمل اكثر من هذه السطور ولكن
لي عودة

عدد المساهمات : 81 تاريخ التسجيل : 01/02/2010

عزيزى هانى
الموضوع جميل
وحقيقة الاوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد والحوجة الماسة تجعل منا الاخرين أناسا يلهزون لطلب البغاء فقط وفى سبيل ذلك تتولد الضغائن والحسد والكره ويمتد لينقلق كل شخص على نفسة تاركا اقرب الاقربين له ليس لبخله وانما لغلبه
وقول يا لطيف
انت بس خلى يرسلوا ليك الزيارات اتفسح وتعال
مالك ومال الباقين

عدد المساهمات : 719 تاريخ التسجيل : 25/05/2010

لك التحية الاخ هاني الموضوع جميل ومستحق النقاش فعلاً الناس اتغيرت تغيير مبالغ فية ولكن لو الثمرة الاصلية يؤثر علي الباقين وتطلع بزرة طيبه وحاصل الجفاء والحسد وكل راجع للظروف الاقتصادية وكل يقول يا نفسي والبركة فيكم انتم الواعين ايد علي ايد تمنع كل السلبيات التي نتعايشها باذن الله

إخوانى وأخواتى الأعزاء تحيات طيبات لكم

النور إدريس كتب:

وحقيقة الاوضاع الاقتصادية التى تمر بها البلاد والحوجة الماسة تجعل منا الاخرين أناسا يلهزون لطلب البغاء فقط وفى سبيل

أخى العزيز النور صباح الخير عليك
فى رأى الشخصى ياعزيزى أن هذه هى الطامه الكبرى
إيجاد شماعه لتعليق كل شئ سلبى أو خاطئ فى مجتمعنا ودفن الرأس فى الرمال بدلا من مواجهة المشكلة ومحاولة حلها
المشاكل الإقتصاديه هى حاله عامه فى جميع دول العالم ولكن هذا لايعنى انها المسبب الاول لجميع المشاكل
كما أننا يا أخى العزيز بشر هناك مايحكمنا ويحكم علاقاتنا مع بعضنا البعض
أما إتباع غريزة البقاء فقط دون الإلتفات للعلاقات الإنسانيه الساميه فهذا يجعلنا أقرب "للحيوانات"
منا إلى البشر مع إعتزارى على اللفظ فهى مايميزنا عنهم
لذا لا أتفق معك فى ماذهبت إليه بأن الظروف المعيشيه هى السبب الحقيقى رغم ان لها تأثير لكن ليس للدرجة التى ذهبت إليها ففى رأى أننا نحن السبب وليس أى شئ آخر ففى النهاية لايغير الله مابقوم حتى يغيرو ما بأنفسهم.
تحياتى لكم جميعا ودمتم سالمين.

منير على طه كتب:: لذا لا أتفق معك فى ماذهبت إليه بأن الظروف المعيشيه هى السبب الحقيقى .

التحية لكم الاخوة الافاضل

نعم أخي النور ,, أنار الله دربك ,, فأنا أتفق مع الأخ منير في أن الظروف الإقتصادية ليست

بالسبب الحقيقي

أري أن الإبتعاد عند الدين وضعف الإيمان لها نصيب الاسد في هذه التغييرات

كل ما ذكر من تغييرات حذر منه الله عز وجل في كتابه وأنذرنا به نبينا محمد ص

وفي معناه " ومن يعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكة "

النور والله ضحكتني يامنغلق انت مالاقي سبب تهرب
رمضان
وصفية
منير سعدت بمروركم الانيق والموضوع محتاج وقفة والعلاقات عايزة مراجعة من الجميع
وان تعددت اسباب تدهور العلاقات

عدد المساهمات : 161 تاريخ التسجيل : 17/04/2011

تحية وتقدير شديد لك الاخ هانى للمقال الواقعى المعاش وكانه لقطة فتوغرافية لحال الكثير منا ولكن ترجع
الاسباب كما ذكر الاخوان فى المقام الاول للمادة ليس من بخل ولكن من الشعور بالعجز الذى يولد الفتور
فى المشاعر وصعوبة التواصل مما يجعل الكثير من الناس يتقوقع فى محيط الاسرة الاولى له فنلاحظ ان
الفرد عندما يكون فى اسرته مع اخوانه ووالديه تكون العلاقات اقوى وامتن ما ان ينفرد ويكون اسرة جديدة
تظهر عليه علامات الفتور والتقوقع .. هذا كله ليس نقص فى الشهامة او المرؤة بقدر ما هو ضغط مادى يجعل
كل واحد منهمك فى تلبية الطلبات الكثيرة لاسرته فيتحول الى آلة بشرية فى خدمة اسرته الاولى تاركا الاسرة
الام ومن ثم الاعمام والاخوال ثم يمتدد الفتور الى الجيران والمجتمع ككل ... ففى الزمن السابق كانت احتياجات
الاسرة بسيطة لا فاتوورة ماء ولا جمرة خبيثة ولا شحن رصيد ولا صراع الاجهزة الكهربية تلاجة غاز مروحة مكيف حتى المفراكة اصبحت كهربائية والسراميك وما ادراك ما السراميك والزنك والصبة والعقد الليبى
والاثاث ده مرحله تانية مرحله توهان.. بالله عليك واحد ماشى فى الشارع ويفكر فى مثل هذه الاشياء وفى جيبوا
مافى حق كيس العيش لو رد عليك السلام ساى ما كتر الف خيرو .... ربك كريم على قوال الاستاذ قول يالطيف
... والله الموفق

فتاح الجميل صح لسانك وسعدت بمرورك الانيق

» هل نحن شعوب لا تتقن فن الاولويات وترتيبها (الشعب العربى)؟؟؟؟
» هيبة الشعب
» النمله والتمساح ( قصه ساخره للواقع السودانى)
» بيت البكاء فى المجتمع السودانى
» دعاء الجنيه السوداني