منقول للفائدة
حوار فريق عمل الموقع الرسمي لطلاب جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان مع الدكتور / محمد عثمان السنجك الطبيب الذي رافق فضيلة الشيخ محمد سيد حاج رحمه الله خلال فترة إقامته في مستشفى القضارف
قدوم فضيلة الشيخ إلى القضارف :
فضيلة الشيخ محمد سيد حاج رحمه الله كان يأتي كثيراً إلى القضارف و جاء إلينا قبل شهر عمل محاضرة في القضارف ، وبعد المحاضرة التقى بشباب منطقة "دوكه" ودعوه لأن يقيم عندهم محاضرة واستجاب لهم بكل سهولة وأعطاهم هذا الموعد والمحاضرة يفترض أن تكون في " دوكه" وهي تبعد 45 دقيقة من القضارف أي 70 كيلو وقد سبق أن ذهب إليهم سابقاً فضيلة الشيخ أبو زيد محمد حمزة وكذلك فضيلة الشيخ محمد مصطفى عبد القادر وهذه المحاضرة كانت معلنة وألصق لها الإعلانات وهي بعنوان "الغرباء"
زمن الحادث :
ناس دوكه مصرين أن الشيخ يصلي معهم الظهر وكنا نريده أن يعمل محاضرة في الجامع الكبير بعد الظهر ويذهب بعدها إلى دوكه، ولما كان ناس دوكه مصرين قلنا خلاص إذا وصل قبل زمن كافي يوصله إلى دوكه قبل الظهر يمشي ولا داعي لتعطيله في القضارف بما أنهم أصحاب الدعوة .
الشيخ إلى الساعة 12:30 كان باتصال مع الأخ منتصر الماحي وقال نحن خاشين على منطقة " القدمبلية " .
في الساعة 1:40 اتصل بي الأخ منتصر وقال الشيخ عمل حادث ، يعني الحادث يكون 1:10 على أكثر تقدير ووصل إلى المستشفى 1:40 وهي مستشفى القضارف
سبب الحادث :
بعد أن مروا بالقدمبلية مباشرة ، انحرفت السيارة من يمين الظلط تماماً نزلت إلى شمال الزلط وقلبت قلبتين ثم وجدث كتلة خرصانية أوقفتها .
الإصابات الظاهرة التي أصيب بها الشيخ :
ما كان في شيء ظاهر في الجسم غير جرحة صغيرة في وجهه قرب أذنه وتم اكتشاف كسر في عظم الفخذ بالكشف العادي وكان الشيخ في كامل وعيه حتى أني سلمت عليه فقال لي كيف يا خالد – وخالد هو أخي- وتاني استدرك قال لي معليش محمد ، ويظهر تواضع الشيخ حتى في مثل هذه اللحظات ،وكان يذكر انه لم يصلي الظهر ، فسبحان الله وهو في هذه الحالة الصحية الحرجة قلبه معلق بالصلاة .
العناية التي تلقاها الشيخ :
كان واضحا للأطباء المعالجين وعلي رأسهم د / عبد الوهاب المختار أخصائي الجراحة أن الشيخ يعاني من نزيف داخلي فبدأوا إسعافه بتعويضه الدم ومشتقاته .كان التشخيص المبدئي يحتمل الإصابة في البطن ولكن تم استبعاد هذا الاحتمال بالموجات الصوتية داخل غرفة الحوادث ولاحقا بتقرير الأشعة المقطعية والذي أثبت وجود كسور ونزيف في الحوض وكسر متهشم في الفخذ و ألحق الشيخ بماكينة التنفس الاصطناعي
استقرت حالة الشيخ نسبيا بعد الساعة 6:00 وذلك بعد تحسن العلامات الحيوية ورجوع الوعي ، حتى الناس تزاحموا في باب العناية المكثفة فقلنا له أشر لهم بيدك ليذهبوا فأشار لهم بيده .
مواقف مشرّفه :
كل إخواننا حضروا إلى المستشفى و منهم فضيلة الشيخ الذاكي وفضيلة الشيخ بشير ، وكان 6 من إخواننا الأخصائيين موجودين حوله وهم من تخصصات مختلفة ، كما حضر كثير من رجال الدولة من الأمن والجيش والشرطة وكذلك حضر والي الولاية مرتين على كثرة الاهتمامات والمشاغل ، فنشكر الحكومة والإخوة الأطباء وكل من حضر إلى المستشفى وكل من أعاقته الظروف فلم يستطيع الحضور .
وفاة الشيخ :
توفى فضيلة الشيخ رحمه الله فقيد البلاد وحبيب العباد عند الساعة 10:40 مساءً ببسمته وبصبره اللذان لم يفارقاه منذ الحادث إلى وفاته ، فإن لله ما أخذ ، وله ماأبقى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى ، ونسأل الله أن يدخله الجنة التي وصفها لنا الشيخ وكذلك يعيذه من النار التي طالما حذرنا منها وأن يجمعه مع حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كثيراً ما ختم الشيخ تدريس سيرته الشريفة مرات ومرات ، فإن الشيخ مات ولكن بقي علمه ، بقيت محاضراته الصوتية والمرئية فإنا نرجو من كل من قرأ مقالنا هذا أن ينشر علم الشيخ بكل ما يستطيع .
اللهم اغفر له وراحمه وادخله الجنة مع الابرار