لكل الذين فاتهم ثورة أبريل العظيمه فى السودان وكانوا صغارا وقتها أو لم يولدوا عليهم متابعة هذه الثوره التى ستغير وجه مصر.
وتاريخ مصر اذا قدر لها أن تتفادى ما وقعنا فيه من أخطاء ...فقد كنا أقرب الى الصبا منه الى الشباب وقتها ولكننا نذكر تفاصيلها.
وما فاتنا بحكم السن والتجربه قرأنا عنها فيما بعد ...فتيقنا كيف أن شعبنا على قدر عالى من الوعى والنضج السياسى.
ولكن للأسف قادتنا وتنظيماتنا السياسيه لم تكن على مستوى المسؤليه ولم تعطى لثورة الشعب قدرها ولم تحافظ على هذه الأمانه.
وهناك بعض الأخطاء والقرارات التى أدت الى وأد الثوره وتحويل مسارها....منها قصر الفتره الانتقاليه والتى كانت مدتها عام.
فهذه الفتره كانت غير كافيه حقيقه لأحزاب وتنظيمات كانت ولفترات طويله بعيده عن العمل السياسى والتنظيمى.
مما انعكس على الممارسه الديمقراطيه وأدت الى كثير جدا من عدم الانضباط وقيادة البلاد على أسس متينه ومنظمه.
والخطأ الثانى هو حل جهاز الأمن الذى أسسه نظام مايو وهو جهاز منظم ومحترف وكان على قدر عالى من المهنيه.
بالرغم من بعض التجاوزات لبعض أفراده والذى كان بالأمكان معالجة ذلك بطرق أخرى غير ابادته .
فقد تم تصفية هذا الجهاز والغريب أنه تم تشكيل لجنة التصفيه برئاسة العميد وقتها عمر البشير.
فولدت الديمقراطيه عديمة الأسنان مما أغرى نفس رئيس لجنة التصفيه من الانقضاض عليها وتصفيتها أيضا.
كما تم تصفية بعض الصحف الحكوميه حيث لم تستطع الحكومه الديمقراطيه التفريق بينما هو صالح فتبقيه وماهو طالح فتقضى عليه.
فعرت الديمقراطيه لاقوه تحرسها وتحرس مكاسب الثوره ولا اعلام يدافع عن الثوره والديمقراطيه لتتجذر فى المجتمع.
فهدموا الثوره وأضاعوا الديمقراطيه وكل ذلك بفعل أيديهم وبقراراتهم البائسه والعقيمه ففشلوا فى الحكم ومن بعدها فى المعارضه.
هل يستطيع الأخوه فى مصر تجاوز كل أخطائنا هذه فى ثورتهم والتى تشبه الى حد كبير ثورتنا العظيمه.
خاصه وأن المده التى حددوهاللمجلس العسكرى ستة اشهر وهناك أصوات تتعالى بحل جهاز الأمن المركزى.
نتمنى أن يتفادى اخوتنا بتفادى ما اخطأنا فيها نحن ....حتى نرى أخطاءنا تتصحح فى ثوره أخرى .
ونرى ثمار ثورتنا قد نما واذدهر فى بيئه أخرى بعيده عنا ...ربما نجحنا الى اعادتها الى بيئتنا مره أخرى.