كلام من شباك الزاكرة....الي من تفرقت بهم السبل

الي الاخوة المغتربين وكل الذين تفرقت بهم السبل ... وبمناسبة السنة الجديدة ...
اهديكم
كلام من شباك الذاكرة ــ عبد العال السيد

يتوكأ على عصا الصمت ويمشي وحيدا مثل الشبح الكاريكاتوري في ظلال العتمة ، ينفتح الشارع الترابي أمامه حديقة من الأضواء الشاحبة ، كان ذهنه مشوشا كأمسية مشبعة بذرات الرمل ، يتذكر وهو في غمرة احباطاته آخر مرة عبرت خطواته على ذلك الشارع ، يستعيد من أقاصي ذاكرته الغربال أغنية هاربة في زوايا العمر ، أغنية كان يرددها حينما تقسو عليه السنين وتمضغ الايام بقايا حكاياته مع السهر واللهاث اليومي وانتظار ما يأتي ولا يأتي ، ما زالت الأغنيات الحزينة مرمية على شباك الذاكرة المنطفئة ، تغيرت معالم الحي العريق ، نهضت بنايات ودكت كل واجهات البيوت الشعبية لكن ما زالت الشوارع عابقة برائحة الغبار والصمت وضجيج الأطفال ، وليس هذا فحسب بل تغيرت ملامح البشر ، أطفال كثيرون يعبرون أمامه لا يرى فيهم شبها لواحد من وجوه الأمس البعيد ، يثور ديالوج صامت في دواخله ، ربما هؤلاء الصبية من الجيل الثاني أو الثالث من سكان الشارع أو ربما لمهاجرين جدد من أحياء اخرى الله وحده اعلم ، على مزراب بيت تبدو حيطانه متماسكة يتقافز عصفور نزق منتشيا بإطلالة الصباح يسأل نفسه هل ذلك العصفور يتذكر ملامحه ، في حينه يبدو السؤال غبيا فيكركر بضحكة مشروخه ربما يكون اسلاف ذلك الطير يتذكرون ملامحه ، لكن اين اسلاف ذلك العصفور ربما ارتحلوا الى الضفة الأخرى ربما التهمتهم قطة من ( كدايس ) الحواري ، كان المسكين يبحث عن منزل مشيد من الطوب غير المكحول ، كل المباني في الشارع تغيرت لا يوجد اثر لبيت يحمل ذات الموصفات ، يا الهي كيف له ان يتعرف على منزل الذكرى ، يذبحه الحنين الى الماضي ، يشعر في قرارة نفسه كأنما يبحث عن ابرة في محيط هائج ، يشعر انه غريب حتى النسيان ، يعبر رجل بدين يتابط حزمة من الصحف اليومية بجواره يرمقه الرجل بنظرة عابرة ، ولا يلقي عليه التحية ، يتذكر كم كان في الماضي نجما مضيئا في ذاكرة السكان ، كان بطلا في الدافوري ورئيسا لرابطة مشجعي النادي الرياضي العتيق وابنا لفاطمة وعائشة وسلمى وجميع نسوة الحي ، يثور سؤال آخر في دواخله ترى ماذا حدث بعد ان هرب من الشارع ذات مساء صيفي والتقطته ارصفة الغربة ؟ غربة لا زلت تتسلق اعصابه المرهقة من فرط التعب ، هل اصبح الماضي مجرد ذكرى منطفئة ، هل اصدقاء الامس الذين هربوا مثله لا يزال شبح الامس يطاردهم ؟ ، اصدقاء جمعتهم جلسات المغربية على ناصية بيت طيني لم يعد موجودا في خارطة الحي ، الكل ذهب الى حال سبيله وانقطعت بينهم سبل التواصل ، شغلتهم الحياة لكنه لا يزال مهوسا بالشارع الذي تفتحت عينيه على مشاهده وشهد جولاته المسائية الخائفة مع البنت سلافة ، يآآآآآآآآآه..... يتقاسم معها سندوتش الطعمية وعشق اغنيات مصطفى سيد احمد ، ترى اين هي هذه السلافة هل لا زالت في عفويتها ام طالتها رياح التغيير ، يستيقظ فجأة من تهويماته بعد ان كادت سيارة مسرعة ان تحيله الى كتلة من الدم الممزوج بالتراب ، يغادر تضاريس الشارع ولا زالت ذاكرته كأمسية مشبعة بذرات الرمل والغبار.

الي... كل من يحن الي الماضي الجميل
الي .....كل من يفتقد ايام الطفولة
الي من تفرقوا في الارض من ابناء قريتي الحبيبة
الي اؤلئك الذين ينشدون الحب والحرية
الي من يبحثون عن الامن والامان
الي اصدقائي الذين يحلمون بغد اجمل وافضل
اليكم جميعا ........اهدي كلمات الاستاذ الشاعر والاديب المبدع
عبد العال السيد ............. تحياتي .....هاني العمدة

لله درك ولاستاذى واخى وصديقى عبدالعال السيد ابن الدناقله زو القلم الفلته والشاعر المرهف له التحية عبر منتدانا ..لله دركه وهو يفتح دفاتر ذكرياتنا ..بفعل كلماته ويجعلنا نسرح الى الماضى وندلف تلك الابواب الموصدة دهرا ..ونضحك تارة ونبكى اخرى ..ونغوص داخل صفحات ايامنا المنصرمه ...ثم نستفيق الى حاضر غريب وبطعم وبنكهة مختلفه ..ونحن نّحن الى ديارنا..ونطلق اهه تلو الاخرى ..والله جعلتنى استرسل وافتش عن ريحة صويحباتى وسبحان الله اذا رن مرسال الشوق واجدها صديقة من الزمن الجميل ..يااااااه سنوات مرت ..كلمات دافئة جعلتنى ابلل وجهى ..شكرا لهذا القلم الرائع ..الذى جعلنا ننظر من شباك الذاكره ونتاوق ثم نتجرا وندخل ونزيل الغبار عن حياة وعمر ورفقاء ومساحات من الحب والصفاء واخرى من الالم والوجع..واحزان دفناها واناس خسرانهم واخرون بقوا بين المسام والجلد..نعم زكريات مليئة بالفرح وتارة بالخطا ..الحمدلله على كل حال
والان نحن فى مساحات من الود ..مازلنا كالعصافير لا تحمل الا وسعها ..ريشها والحنين وحبات قمح ضرورية للغذاء رحلنا عن وطن مليان جراح نحلم بالعودة فى ظروف احسن ومجتمع افضل وهموم اقل ونصطحب ايضا زكريات طيبه جميله واناس حلويين ..ونزيل ما بنا من شجن ورهق الغربه
منتظرين طلتك علينا من مطار الرياض الدولى فى غضون الاسابيع القادمه

الاخ فتاح الجميل تحية طيبة
انا حسيت بي معاناة الشباب المهاجرين
والفارقوا القرية عشان كدة نقلت مقال
عبد العال لاني حسيت انو بيعبر عن احاسيسكم
وانتو بعيدين وبتتزكروا القرية

شكرا علي المرور

االيك عزيزي هاني..والي كل الذين تغربوا عن ديارهم ..والي كل (متاوق)من شباك الزاكره..لكم السلام مني وكل المحبه..وللاستاذ عبدالعال السيد الذي دائما ما تضمد حروفه جراحات القلوب المهاجره..اخي هاني لقد رسمت لنا عبرهذه المساحه لوحه قد تجعل (فدياس)نفسه يتاملها لساعات طويله..كيف لا؟وانت تعيد زاكرة كل من هاجر الي تفاصيل حارته بازقتها وشوارعها وملامح اطفالها وكبارها..اخي هاني,,لتعلم ان اكثر ما استوقفني وانا اطلع عبر هذه الشبابيك( هذه الجزئيه )التي تعبر عن عدم تعرف جيل الحي علي العائد من الغربه ذلك العائدالذي كان يوما من الايام هوفارس الحي الاول يصول فيه ويجول ويدري بما هوموجود تحت (طوبة)قد القيت ولاجدوي لها...ليعود هذا الفارس ويراه ابناءالجيل الجديد في صيوان احدي المناسبات ويهمس بعضهم في اذن صديقه علي طريقة (الوسوسه)...داك منو.......؟؟لا الجمبو اللابس الشال داك؟؟؟؟؟؟؟فهذه يا هاني صوره اشاهدها واحسها من حين لاخر داخل حينا(مراغه)...واقول لك انتظر اول قطار يعود لنا بصابردوله ..عادل الفاضل ..برعي نورالدين..الباقرابوزيد.. او حتي جيل الاغتراب الحديث لتشهد معي كم هو اندهاش الجيل؟ اخي هاني ساعود اليك عبر ذات الموضوع..وحنيني اليك وليل الغربه اضناني ....وطيف زكراك بدمع القلب ابكاني...واقول ياريت زماني الفات يعود تاني..ونعود تاني.. والقاك ياحبيب عمري وتلقااااني,,,,,دمت ولنا عوده...