ليس السكوت دائما من ذهب
بالامس (الأحد ) نظم سائقو المركبات العامة بدنقلا اضرابا عن العمل واتسم اضرابهم بتنظيم عالي وحقق نجاحا تمثل تضامنهم جميعا في وقف حركة النقل للناس والبضائع وسط تعاطف كبير من المواطنين رغم ان الكثير منهم اضطروا للمشي لمسافات غير معهودة.
تعلطت الحركة بالمدينة تماما ولم نشهد اي ركشة أو (اتوس)تاكسي تحمل ركابا ووصلت رسالة المضربين واضحة وقوية للمسؤولين وصارت الكلمة هنا ذهب بحق.
وقد عزى اصحاب المركبات التجارية سبب اضرابهم الى مايسمى بـ(التسويات) المرورية التي يتحصلها شرطي المرور مقابل السماح بوجود بعض المخالفات المرورية (ويا له من منهج معوج) ، وما أثار شرارة الاضراب هو زيادة مبلغ هذه (التسويات) المرورية من (30)ج للمخالفة الواحدة إلى (50 إلى 100) ج للمخالفة وهي المبالغ التي يعجز السائق المخالف عن توفيرها يوميا (للمرور).
وبسبب تطل مصالح الناس بالمدينة جراء هذا الاضراب قدم المسؤولون عرضا لسائقي المركبات العامة بتحديد فترة زمنية مقدارها (10)ايام يتم خلالها تجميد تحصيل تلك (التسويات) من جانب شرطة المرور حتى يتمكن السائقون من توفيق اوضاع مركباتهم التي بها مخالفات ومن بعدها يرجع شرطي المرور للتحصيل. وانه ليس في ايدي المسؤولين شيء تجاه تقليل قيمة (التسويات) اياها لأنها جاية من(فوق).
هذا العرض وان لم يرضي بعض لسائقين إلا انه يعد ردا ايجابيا ويحسب في خانة نجاح الاضراب الذي تم تنظيمه.
ونأمل ان تستفيد ادارة المرور من تجارب دول سبقتنا في هذا المضمار لمعالجة المخالفات المرورية بشكل افضل وبصورة حضارية تحفظ مكانة شرطة المرور وتجعلها تقوم بعملها الحقيقي في خدمة المواطن بتنظيم وانسيابية حركة المرور وليس السعي فقط لضبط المخالفات.
ولعل الجانب اللافت في ما تم من اضراب واستجابة مقبولة نسبيا هو التحرك الايجابي للطرفين وان (السكوت ليس دائما ذهب).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]موقف التاكس بدنقلا يوم الاضراب