علم بالقلم... ذلك نداء السماء للأرض. لحظة في بيئتها مستغربة، فهي بيئة لا تقرأ ولا تكتب! ولكنها لم تكن رسالة موضعية حتى يصاغ خطابها الأول بطابع البيئة، بل هي نهاية مرحلة من مراحل الإنسانية، لم تعد فيها معجزتها حسية،عصى تنقلب لحية، أو ناقة تخرج من الصخر.
لم تعد المعجزة شيئا خارقا للعادة، لحظة اقرأ والقلم هي لحظة البلوغ للبشرية. إعلان أن الإنسان معجزته الكبرى عقله وعلمه وقلمه، وهو بكشفه لأسرار الكون سيكتشف المعجزات المبثوثة. هو مؤهل منذ اللحظة ليعتمد على عقله، وهو مطالب أن يفتح عينيه ويتبع، وهو مطالب أن ينظر ...يفكر ...يفقه ...يتدبر ... يتعلم أسرار المادة، ويرتاد آفاق السماء وأعماق الأرض.
ولم تكن أخوات اقرأ بأقل منها جسارة،(هاتوا برهانكم!)،(أولو كان آبائهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون!) بضربة واحده أصبح العقل مخولا لطرح البرهان وتقويمه، وبضربة واحدة أصبحت أقوال الأقدمين موضع تسائل، وبضربة واحدة أصبح العمل الصالح مرتبطا بمفهوم الإيمان، وبضربة واحدة أصبحت الظواهر الكونية مترابطة بعلاقة سببية، وبضربة واحده يتحرك العبد الصالح ذو القرنين مستفيدا من الأسباب وفهم أسرار المادة مطبقا للمنهج!!
هكذا ولد الإسلام كرحمة للعالمين، وهكذا بدأت عملية فك الأغلال (ليضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم )، هكذا بدت السماء أداة تحرير لممكنات الإنسان.
تم وصل الإنسان بخالقه دون واسطة، وأمر أن يأخذ زينته، وتسائل القرآن مستنكرا ( وما يفعل الله بعذابكم !؟) وأصبح غرض الدين في وعي المسلم الحق (اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة ) ذلك هو السقف الذي صنعه الإسلام! فكيف سيصنع الإنسان السقيفة
يا تري هل طبقنا الكلام دة فعلا؟؟
ام حصرنا ديننا في بعض القشور فقط