شكرا ياسر علي تذكيرنا بماضينا الجميل
اهلنا الكبار كان يحلو لهم تسمية دربوق تحت بدرب المامور, وذلك له ارتباط وثيق بمرور مامور المركز او المفتش الذراعي لتفقد احوال المزارعين والزراعة وهو يمتطي حصانه (لاندكروزر الزمن الجميل). لذلك كان هذا الشارع نظيفا جميلا يعج بالمنتوجات الزراعية المحملة علي الحمير الي السوق. استطيع ان اقدر عرض الدربوق (مابين الجنينة والجنينة في الغالب) حينما اتذكر طول عرديب خضار باربعة قفاف علي كل جانب وحمار وسرج عليه صاحبه في الوسط, حيث كان التخطي سهلا دون حوادث مرورية , او في الاماكن الضيقة سعة حمار الخضار المذكور حينما يتخطاه حمار محمل بالبرسيم في ذات الاتجاه.
عرض الشارع كان يضيق عند معظم البرابخ (الكبري بلغة اليوم), اعرض البرابخ كان عندما تبدء بركة البربخ من داخل الجنينة. ابتداءا من جنينة جوزيف اذا اتجهنا جنوبا, او بربخين علي الطريق (ساقية المديري والاوراسي) كانت مهترئة لتعذر وصول ماء جدول الشركة شمالا, لتبدء البرابخ بعدها (ساقية ساتي, ساقية محجوب, ساقية مدحت, ساقية طه, ساقية الارويسي, ساقية بشارة, ساقية بخيت, ساقية النوري, ساقية ابو الدايمي, ساقية الشمدي, ساقية الكمالي,الجميلنجي, ساقية عبده شوده, ساقية طه دياب, ساقية النور عطاية الله,......الخ) كانت تشكل معابر علي الطريق للدواب والسيارات والانسان
فتح اي بربخ (الصبة الخرسانية) كان يعادل قفل معبر رفح اليوم في وجه الفلسطينين لدخول مصر, فتح البربخ معناه عدم وصول المنتجات الزراعية الي الاسواق
مدخل الطريق الي دنقلا كان عند بربخ المشروع الكبير عند اشجار اللبخ الكبيرة امام منزل عمنا المرحوم بوب مكان مشرع بنطون السليم وقت الدميرة
لو اتيح لك ان تجلس عند اخر كبري مابين الخامسة صباحا حتي السابعة صباحا لذهلت من كميات الخضروات والقصب والعجوة والبرسيم والمانجو والبطيخ والبصل وماشابهها التي تذهب الي العرضي, طريق العودة قد تكون عكسية في ذات المسار او عكسية بدرب الميري (الظلط حاليا)
حلت الركشات مكان الحمير وقل المنتوج الزراعي حتي اصبحنا نستورد ماكنا نصدره بالامس
في احدي زياراتي للبلد حاولت الرجوع من العرضي الي البيت عن طريق درب المامور بواسطة ركشة, دهشت واستمتعت ايما استمتاع عندما وجدت الموردة قبلي الحلال والطريق والجناين كما هي...وحزنت ايما حزن عندما اعلن مندوب السياحة وسائق الركشة (ناجي علي) باستحالة مواصلة الرحلة لوجود ظلط كوبري السليم,
عندها رجعت خائبا الي الظلط الرئيسي محتفظا بذكريات قديمة توهجت بدواخلي
عذرا ان لم تكن المصطلحات مفهومة عند الكثيرين
قولوا يالطيف