أقلع على متن سحابة ممطرة لم يكن يتوقع بأنها ستفرغ ما بأحشائها بهذه السرعة ولكن قد كان فسقط قبل ان يكمل رحلة احلامه فأصبح كابوسا ظن ان المكان الذى هو به نفس مكان الاقلاع ولكن اتضح ان حركة السحابة كانت اسرع من حركة خياله وأحلامه وها هو يتنقل الى مكان أخـــــــــــــر بين اناس لايعرف حتى لغتهم ، فكانت الحيرة والتيهان ففكر بأن يتعامل بلغة الاشارة ولكنهم ولسوء حظه الدائم لا يفهمون حتى هذه الاشارات البسيطة فأختار لغة العيون ومن كان يفهمها شخص أو زاد بقليل رغم ذاك الزحام فى طرقات المدينة فأستعان ببنو جلدته ولكن ايضا اصبحوا لا يفهمون غير لغة المدينة ، ففكر فى العودة الى الديار وأرسل تلك الفكرة عبر لغة التفاهم فكان الرد ان ينتظر حتى تأتى سحابة أخـــــــــــــــرى فرد بمتى قيل فى الموسم القادم فأمتدت سنوات الغربة فأصبح لا يفهم حتى لغته التى اتى بها وتلك السحابة كانت اخر السحابات التى اقلعت من هنا وهناك فتلاشت كل الاحــــــــــــــــلام والامانى بين الانتظار وعدم الفهم واصبحت لغة المدينة لغة العيون الغائبة وسيطول الانتظار حتى نعود للوطن العزيز فمتى العودة يا أحباب ؟