هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
إدارة شبكة ومنتديات مراغه :ترحب بكل أعضائها الجدد وتتمنى لهم أسعد الأوقات بيننا شرفتونا بإنضمامكم لنا ونتمنى مشاهدة نشاطكم ومساهماتكم التي سوف تكون محل تقديرنا واهتمامنا أهلا وسهلا وحبابكم عشرة بين اخوانكم وأخواتكم
شبكة مراغه الأصاله والتاريخ نحو سعيها للتواصل مع أعضائها الكرام فى كل مكان وزمان تقدم لكم تطبيق شبكة مراغه للهواتف الذكيه فقط قم بالضغط على الرابط وسيتم تنزيل التطبيق على جهازك وبعد ذلك قم بتثبيته لتكون فى تواصل مستمر ومباشر مع إخوانك وأخواتك على شبكتنا.
الموقع : لندنعدد المساهمات : 2905تاريخ التسجيل : 02/05/2010
موضوع: صحيفة اخر لحظه تحاور سعادة اللواء عطا اليوم الأربعاء 14 نوفمبر 2012, 1:52 pm
الحارس الشخصي للصادق المهدي في تفاصيل الليلة الأخيرة «29» يونيو - انقلاب نظام البشير على الديمقراطية
الحارس الشخصي للصادق المهدي في تفاصيل الليلة الأخيرة «29» يونيو - انقلاب نظام البشير على الديمقراطية
11-14-2012 07:09 AM
حوار: عيسى جديد:
حراسة الشخصيات السياسية من الوظائف المهمة لتأمين وحماية المسؤولين الحكوميين، وتحتاج الى رجال أمن مدربين للتصدي لأي محاولة اختراق أو اعتداء، للمحافظة على سلامة المسؤولين.. اللواء عطا محمد عبدالله كان الحارس الشخصي والأمني للسيد الصادق المهدي إبان فترة الديمقراطية الثالثة منذ تشكيل الحكومة حتى تفاصيل الليلة الأخيرة فى 29 يونيو، والتي أصبحت على الانقاذ 30 يونيو.. اللواء عطا خص (آخر لحظة) بتلك التفاصيل والأسرار الكثيرة والمثيرة وحكايات وذكريات كشاهد عصر لتلك الأعوام الثلاثة.. الى مضابط الحوار...
حديثنا عن دخولك لجهاز الأمن الداخلي؟
أنا من مواليد دنقلا مراغه 1956م ـ خريج كلية الشرطة 1978م ـ والآن لواء شرطة متقاعد.. لقد عملت بولاية الخرطوم حتى 1985م، وبعد الانتفاضة حدث فراغ أمني كبير وتم اختيار بعض ضباط الشرطة الى جهاز الأمن وكنت أحد هؤلاء الضباط، وسُمي الجهاز بالأمن الداخلي ..الأمن سابقاً فى الحكومات العسكرية يكون تابعاً لرئاسة الجمهورية، أما الأمن فى العهد الديمقراطي في زمن الأزهري والديمقراطية الثانية والثالثة كان يتبع لوزارة الداخلية... وبعد أن التحقنا بالأمن الداخلي كُنت ضمن العاملين بمطار الخرطوم، وحتى نكون فى المستوى الأمني المطلوب تم ابتعاثنا الى كورس متقدم فى جمهورية مصر العربية فى قسم حراسة الشخصيات المهمة.. وكان ذلك فى أكتوبر 1985م، وكنّا شخصين أنا والفريق كمال جعفر عثمان الذي تقاعد الآن، واستمرت الدورة لمدة خمسة شهور، وعدنا مع نهاية الانتخابات للديمقراطية الثالثة.. وتم تقسيمنا على مجلس الوزراء والقصر الجمهوري..
وكيف تم اختيارك لحراسة رئيس الورزاء الصادق المهدي؟
بعض الانتخابات وتشكيل الحكومة تم فيها توزيعنا على مجلس الوزارء والقصر الجمهوري ـ رئاسة الدولة ـ كما قلت سابقاً.. ومدير الأمن الداخلي كان اللواء شرطة عبد الإله الملك طلب أن يُبحث له عن أحد الضباط ممن لا يتعاطون التمباك ولا الخمور أو السجائر، وذلك لتعيينه حرساً خاصاً لرئيس الوزارء المنتخب الصادق المهدي، والمعروف أن الأنصار لا يحبذون هذه المكيفات.. ولديهم فتوى، لذلك تم اختياري لأكون الحارس الأمني والشخصي للسيد رئيس الوزراء الصادق المهدي، وكنت حينها برتية رائد.
حدثنا عن أول لقاء لك بالسيد الصادق المهدي وانطباعك عنه ويومك الأول؟
بعد أن تم اخياري، ذهبت الى مكتب السيد رئيس الورزاء لمقابلة مدير مكتبه، وقابلته، وكان الأستاذ إبراهيم علي، ومازال مدير مكتبه حتى الآن.. وكان بجواره العقيد معاش عبد الحمن فرح، ودخلنا الى مكتب السيد الصادق، وبعد التعريف رحب بي كثيراً ومن الانضباط كنت واقفاً ومن اللحظة الأولى أدركت أن السيد الصادق المهدي رجل مرتب ومهذب من خلال أسلوبه وحديثه وحتى شكل مكتبه المنظم، لذلك دخلت فوراً فى العمل وتم إرسال العربات الرئاسية والنجدة بعد اتصالات من مدير المكتب لأن السيد الصادق حتى ذلك الوقت كان يستخدم عرباته الشخصية، وبعد أن استلمنا العربات الحكومية الرئاسية و دخلنا فى دوامة العمل من الصباح حتى المساء ما بين ودنوباوي والملازمين الى مجلس الوزراء والقصر الجمهوري حينها اكتشفت أن العمل ضخم ومرهق فاتصلت برئاستي فى الجهاز وطلبت منهم أن يلحِقوا معي أفراداً آخرين لأن العمل كبير ومرهق ويحتاج لمراقبة ومتابعة، ومن الصعب أن أكون لوحدي فيه، وتم إجراء اللازم، وبدأنا بعدها عمل منظم ومدروس..
ما هي الصعوبات التي واجهتك فى حراسة السيد الصادق المهدي؟
حقيقةً أكبر مشكلة واجهتنا فى حراسة وتأمين السيد الصادق المهدي هي خلال تواجده بمنزليه فى الملازمين، وكذلك ود نوباوي، ووجدنا صعوبة كبيرة جداً لأن المشكلة كانت فى أن البيتين على طول اليوم أبوابهم مفتوحة للناس والأنصار متواجدين دائماً وبكثرة.. وأسرة الصادق المهدي تتواجد في المنزلين فوق وتحت وهذا حقهم كلو ضيوف وأنصار، وهنالك نساء يصنعن الطعام باستمرا وأي شخص تائه يفِد لبيت المهدي، لذلك كنّا فى حالة انتباه دائم لكل هؤلاء الناس، للداخل وللخارج والمتواجد فى البيتين حين يكون الإمام موجوداً.
كيف كانت علاقتك مع أسرة الصادق المهدي وأنت دائماً ملازماً لهم؟
تميزت علاقتنا بالاحترام دائماً ـ منذ عملي معهم وأعرفهم ويعرفوني لأنني دائماً بالقرب منهم بحكم عملي مع السيد الصادق، وأذكر أن أبناءه متواضعون جداً ومتداخلون مع الأسر الأم درم وأولاد الصادق داخلين فى البيوت السودانية وهم من صغرهم أقوياء وما (لينين) وعاصرت السيد عبد الرحمن وصديق وبشرى كان صغيراً يجري ويلعب بالترتار.. الآن عندما تصافحه يمسك بيدك إلى أن تقعد على الأرض من شدته وقوته.. ماشاء الله فهو رجل رياضي وعسكري الآن.. كذلك حضرت مناسبة زواج الابنة مريم وكانت المناسبة بسيطة جداً دون بهرجة أو غناء أو بذخ.. حيث إذ أنها داخل البيت ووجبة العشاء عادية، وهذا من الأشياء التي لا أنساها، وهنالك الكثير طبعاً من خلقهم الحميد وتعاملهم مع الجميع دون زهج وضيق من الضيوف.. والصادق المهدي كان لديه يوم لمقابلة الانصار وكان يجلس معهم ولا أحد يعرف ما يتحدث به معهم، ويقضي لهم حوائجهم ولا يمل أو يكل ..!!
بعض السياسيين والمسؤولين لا يتعاملون جيداً مع مرافقيهم من الحراس أو الموظفين.. كيف كانت معاملة الصادق المهدي لكم كطاقم حراسة وأمن؟
هذه حقيقة، فهنالك من لا يهتم بمن حوله وبأحوالهم ويسأل عنهم وعن أخبارهم لمجرد السؤال حتى.. رغم أن هؤلاء الحراس والموظفين يعملون معهم يومياً من الصباح حتى المساء ويوفرون لهم كل المتطلبات التي يحتاجونها..لكن كما قُلت ليس الجميع.. الصادق المهدي مختلفٌ تماماً كما قلت، فهو من أسرة كريمة لها تاريخها، فهو زعيم وابن زعماء وتعامله معنا إنساني وراقي جداً.. أذكر أنه عندما كان يخرج ويجدنا نتناول وجبة إفطار أو غداء، لأن الطعام أصلاً متوفر فى البيت، فينتظرنا حتى ننتهي ولا يتململ أو يتضايق منا.. وحديثه إلينا كان محترماً ولم يسىء أبداً الى أحدٍ منّا أو يُظهر تبرماً أو غضباً لأي سبب، ولا يتحدث أبداً بصوتٍ عالٍ أو متعال.. وكانت لدينا مشكلة فى الإفطار عندما نكون فى مجلس الوزراء، فالصادق المهدي فى الغالب لا يأكل كثيراً ولا يطلب أكل من الخارج، وأكله الخاص كان في ثلاجته.. ولكن حُلت المشكلة بتخصيص مبلغ خمسة جنيهات لكل من أفراد الحماية للإفطار والغداء بواسطة مدير مكتبه إبراهيم علي الذي أوصى نصر الدين الهادي، وعرفنا أن السيد الصادق لا توجد له نثرية من الدولة.. أما في السفر كان يحرص علينا ويتأكد على أحوالنا .. وكان يعرفنا وينادينا باسمائنا، وأنا بالذات يعرفني لأنني كنت مرافق له فى سيارته..
وكان يركب أماماً مع السائق، رغم أن ذلك غير صحيح أمنياً وتحدثت معه فى ذلك بأن يكون في المقعد الخلفي، لكنه رفض، وأذكر أن النميري أيضاً كان يركب في المقعد الأمامي.. المهدي أيضاً في السيارة لا يتكلم كثيراً، فهو أما مطّلعاً على الأوراق مراجعاً ما عنده من أجندة أو يكتب بعض النقاط لما هو قادم عليه، كان مرتباً جداً ومنظم.. وإذا انتهى عملنا الرسمي الساعة الخامسة العربات تذهب الى مجلس الوزراء ومن البيت نستخدم عرباته الشخصية فى أي مشاوير أخرى له.. ويسوق له أنصاره حينها، لأنها مشاوير أسرية.
}}
مواقف حدثت لكم وأنتم فى تأمين وحماية السيد الصادق المهدي؟
لم يتعرض السيد الصادق أبداً لأية محاولات اختراق أو اعتداء حقيقي طوال الفترة التي كنت فيها، ولكن أذكر حادثة غريبة، ونحن فى حمايته في يوم كنّا نسير بشارع النيل، وكنّا قادمين من أم درمان، إذ دائماً ما نسير بذات الشوارع، نتجه من البيت الى مجلس الوزراء.. ومرة كنّا نمر بذات الشارع ـ شارع النيل ـ ولما وصلنا مبنى الداخلية.. سألني السيد الصادق قائلاً: (يا عطا انتو ما في شارع تاني تجوا بيهو وتغيروا لينا شوية؟)،
فقلت له: (يا سعادتك توجد شوارع لكن شارع النيل أكثر الشوارع أمناً)، ولما وصلنا صينية السيد عبد الرحمن في بشارع المك نمر (لقينا واحد مجنون شايل حجر ضرب العربية الراكبنها نحن).. وبالتأكيد العربة الخلفنا رفعتو على طول ...والصادق المهدي نظر إلي بصمت ولم يتحدث لأنه لا يتدخل في عملنا.. وفي التحقيق اكشتفت أنها صدفة ليست إلا، وأن الرجل فعلاً مجنون ويحمل أوراق تصنف حالته الصحية، فأطلقنا سراحه، لكنني استغربت لتصادف السؤال مع الحدث فقلت سبحان الله ..!
كيف كانت تغطياتكم الأمنية في الرحلات الخارجية؟ وما هي المواقف التي تعرضت لها وأنت مع السيد الصادق المهدي؟
بالطبع كانت لنا سفريات كثيرة الى الخارج مع السيد الصادق المهدي كرئيس للوزراء، وذهبنا الى دول عربية ودول افريقية واوربية، وكان هنالك دائماً تنسيق أمني ما بيننا والجهات الأمنية في تلك الدول، ومن المواقف التي أذكرها في زيارة لنا الى بريطانيا وأثناء مرافقتنا للسيد الصادق المهدي، كان هناك كلب يتبعني أينما أذهب فكنت أتضايق منه، ولاحظ السفير السوداني ذلك فجاء، وقال لي هل تحمل سلاح؟، فقلت له: (نعم )، فقال لي: الكلب متخصص فى الأسلحة، وفي بريطانيا ممنوع حمل الأسلحة، فقلت له: لكنني حارس رئيس الوزراء، فقال لي: إن الحراسة هنا تخصهم، فلا يوجد شخص يحمل سلاحاً فى بريطانيا إلا في أماكن معينة وأخذوا مني السلاح حتى موعد سفرنا.. موقف آخر عندما سافرنا العراق في عهد الريئس الراحل صدام حسين أيضاً حُراسه منعوني من الدخول معه، وقالوا لنا هم أيضاً لا يعرفون الى أين هو سيذهب، لأن هنالك حرس خاص بصدام يتولى هذه المهمة، وهم يعرفون الى بيت من السبعين بيت سيذهبون، فرفضت أن أتخلى عن الصادق المهدي، ولكن السفير قال لي: إنه أيضاً لن يذهب معه، وفعلاً جاء الزمن وأخذوا السيد الصداق بدوننا وذهبوا به لمقابلة صدام، وكنت قلقاً جداً الى أن جاء بعد انتهاء اللقاء.. وفي ليبيا أيضاً كان لنا موقفاً مع القذافي، وهو تعاملنا مع حُراسه من البنات، وسافرنا أيضاً الى الولايات المتحدة في عهد بوش الأب، ولدي موقف أيضاً هو أنني خرجت لشراء أدوية من الصيدلية، لكنني لاحظت بأني مراقب، وأن هنالك من يتبعني وواجهته، فاكتشفت أنه من الأمن الأمريكي، وهو لحمايتنا..
حدثنا عن تفاصيل الليلة الأخيرة وآخر لحظة كانت لك مع السيد الصادق المهدي، والأحداث التي شاهدتها وما سمعت عنه؟
حقيقةً البلد كانت فى حالة حركة سياسية والصادق المهدي كان مرهقاً جداً في عمليات اجتماعات ولقاءات وتشكيل حوكمة وانفضاض أخرى.. والصحف تنتقد السيد الصادق بعد أن اُتيحت لها الحريات، وهي كانت مكبوتة في فترة نميري، فكانت آراؤها ناقدة وحادة واستقطابها عالٍ جداً والاقتصاد مترنح والأسعار بدأت في الارتفاع والبلد تعرضت للأمطار والسيول والفيضانات ومشاكل لا حصر لها... والأحزاب السياسية في حالة صراع في تشكيلات الحكومات واتخاذ القرارات يأخذ وقتاً، مما أظهر على الحكومة حالة ضعف وعدم استقرار، وأذكر أن النقابات كانت تُضرب وأحياناً يصادف وجود اضراب لنقابتين أو ثلاثة.. في تلك الليلة 29 يونيو كنّا في الجمعية التأسيسة لمناقشة الميزانية.. وأذكر أننا في الساعة الثانية عشرة ليلاً انفضت الجلسة وخرجنا بالباب الشرقي للجمعية التأسيسية وليس الباب الغربي، ونادني السيد الصادق المهدي وطلب مني الانصراف لأن لديه مشوار خاص.. وكانت آخر لحظة أتحدث معه، وتحركنا نحن نحو منازلنا وأنا ذهبت الى بيت الأسرة في امتداد ناصر وفي الساعات الأولي من الصباح ضرب جهاز اللاسلكي الـذي أحمله، وعرفت من زملائي ببيت الصادق المهدي بأنه رجع الى البيت الساعة الثانية بالليل فى ود نوباوي والساعة (2) ونصف جاءت قوة عسكرية للبيت وأوقفها أفراد الأمن، لكنهم في نهاية الأمر دخلوا الى المنزل واكتشفوا أن الصادق ليس موجوداً ...وأعتقد أن الصادق المهدي لاحظ وجود العساكر واكتشف ما يحدث، وخرج من الباب الشمالي لوحده.. ولم يجدوه بطبيعة الحال الى أن تم ما حدث بعدها من أحداث ...!!!
بعد ما أخبرك أفراد الأمن بما حدث كيف تحركت وماذا فعلت في صباح 30 يونيو؟
تحركت على الفور منذ الصباح الى مباني الأمن الداخلي في الرئاسة حوالي الساعة الثالثة صباحاً وأنا في الطريق وفي الكوبري وجدت قوة عسكرية متواجدة لم تسألني، ووصلت وقابلت الضابط المتواجد وعرفنا أن هنالك دبابات من الشجرة متحركة نحو الاذاعة والتلفزيون، فاخطرنا مدير الأمن ..وانتظرنا تعليمات أخرى وذهبت لمجلس الوزراء ووجدته محاطاً بالجيش ودخلت حتى وصلت مكتبي بجوار مكتب ريئس الوزراء واستمعنا للبيان الأول للإنقاذ وجاءنا بعد تشكيل القيادة والوزراء للانقاذ.. المقدم الطيب ابراهيم محمد خير، وكان وزير مجلس الوزراء، وطلب منا حصر ما هو موجود في مكتب الصادق المهدي من مقتنيات شخصية وأرسالها الى بيته في أم درمان، وكانت عبارة عن خزينة فيها مبالغ سودانية ودولاب فيه عصايات ومراكيب وجلاليب وهدايا شخصية..
بعد تلك الأحداث الى أين توجهت في العمل وهل قابلت السيد الصادق المهدي مرة اخرى؟
بعد الأحداث قضيت في المنزل حوالي شهرين وظللت أُراقب لفترة من قِبل الأمن، وكنت أحس بذلك أثناء تحركاتي في الخرطوم، ولكن لم يتم القبض علي أو استجوابي الى أن رجعت للعمل مرة اخرى في بداية التسعينات وعملت بدارفور حتى 1997م في الشرطة الأمنية، وبعدها رجعت للشرطة بالخرطوم.. حتى تقاعدت وعلاقتى مع الصادق المهدي لم تنته، فبعد عودته وحتى الآن هنالك تواصل في المناسبات الأسرية وأبناؤه يعرفونني وأنا أذهب اليهم ..
تجربتك في حماية الشخصيات السياسية مقارنة بالدول الأخرى هل كنتم على مستوى الجهاهزية والاستعدادات؟
لا أحد يكون جاهزاً وخطته متكاملة، لكن أعتقد أننا قمنا بواجبنا حسب ما هو معلوم في الخطط الأمنية للشخصيات السياسية وهي دوائر أمنية حول الشخص المعني بالحماية ابتداءً من الدائرة الامنية الشخصية مباشرة الى دائرة خارجية هي للأمن، والدائرة الأخيرة هي للشرطة والجيش.. وهنالك تنسيق مع الجهات الامنية في البلاد التي نزورها.. وهنا أذكر أننا درسنا لماذا حدث خلل في حادثة المنصة للسادات، إن الدائرة الشخصية للسادات نقصت شخص واحد كان يجلس في الأمام تحت المنصة وتحرك من مكانه، فتم الاختراق منه وأُطلقت النار على السادات، ولو كان موجوداً على الأقل يمكن أن يكون السيناريو بطريقي، لكن كما قلت لا توجد خطة تأمين متكاملة.. فقط على الأفراد الأمنية الالتزام بقواعد الخطط الموضوعة للتأمين والحماية والحراسة.
مواقف حدثت لكم وأنتم فى تأمين وحماية السيد الصادق المهدي؟
لم يتعرض السيد الصادق أبداً لأية محاولات اختراق أو اعتداء حقيقي طوال الفترة التي كنت فيها، ولكن أذكر حادثة غريبة، ونحن فى حمايته في يوم كنّا نسير بشارع النيل، وكنّا قادمين من أم درمان، إذ دائماً ما نسير بذات الشوارع، نتجه من البيت الى مجلس الوزراء.. ومرة كنّا نمر بذات الشارع ـ شارع النيل ـ ولما وصلنا مبنى الداخلية.. سألني السيد الصادق قائلاً: (يا عطا انتو ما في شارع تاني تجوا بيهو وتغيروا لينا شوية؟)،
فقلت له: (يا سعادتك توجد شوارع لكن شارع النيل أكثر الشوارع أمناً)، ولما وصلنا صينية السيد عبد الرحمن بشارع المك نمر (لقينا واحد مجنون شايل حجر ضرب العربية الراكبنها نحن).. وبالتأكيد العربة الخلفنا رفعتو على طول ...والصادق المهدي نظر إلي بصمت ولم يتحدث لأنه لا يتدخل في عملنا.. وفي التحقيق اكشتفت أنها صدفة ليست إلا، وأن الرجل فعلاً مجنون ويحمل أوراق تصنف حالته الصحية، فأطلقنا سراحه، لكنني استغربت لتصادف السؤال مع الحدث فقلت سبحان الله ..!
كيف كانت تغطياتكم الأمنية في الرحلات الخارجية؟ وما هي المواقف التي تعرضت لها وأنت مع السيد الصادق المهدي؟
بالطبع كانت لنا سفريات كثيرة الى الخارج مع السيد الصادق المهدي كرئيس للوزراء، وذهبنا الى دول عربية ودول افريقية واوربية، وكان هنالك دائماً تنسيق أمني ما بيننا والجهات الأمنية في تلك الدول، ومن المواقف التي أذكرها في زيارة لنا الى بريطانيا وأثناء مرافقتنا للسيد الصادق المهدي، كان هناك كلب يتبعني أينما أذهب فكنت أتضايق منه، ولاحظ السفير السوداني ذلك فجاء، وقال لي هل تحمل سلاح؟، فقلت له: (نعم )، فقال لي: الكلب متخصص فى الأسلحة، وفي بريطانيا ممنوع حمل الأسلحة، فقلت له: لكنني حارس رئيس الوزراء، فقال لي: إن الحراسة هنا تخصهم، فلا يوجد شخص يحمل سلاحاً فى بريطانيا إلا في أماكن معينة وأخذوا مني السلاح حتى موعد سفرنا.. موقف آخر عندما سافرنا العراق في عهد الرئيس الراحل صدام حسين أيضاً حُراسه منعوني من الدخول معه، وقالوا لنا هم أيضاً لا يعرفون الى أين هو سيذهب، لأن هنالك حرس خاص بصدام يتولى هذه المهمة، وهم يعرفون الى بيت من السبعين بيت سيذهبون، فرفضت أن أتخلى عن الصادق المهدي، ولكن السفير قال لي: إنه أيضاً لن يذهب معه، وفعلاً جاء الزمن وأخذوا السيد الصداق بدوننا وذهبوا به لمقابلة صدام، وكنت قلقاً جداً الى أن جاء بعد انتهاء اللقاء.. وفي ليبيا أيضاً كان لنا موقف مع القذافي، وهو تعاملنا مع حُراسه من البنات، وسافرنا أيضاً الى الولايات المتحدة في عهد بوش الأب، ولدي موقف أيضاً هو أنني خرجت لشراء أدوية من الصيدلية، لكنني لاحظت بأني مراقب، وأن هنالك من يتبعني وواجهته، فاكتشفت أنه من الأمن الأمريكي، وهو لحمايتنا..
حدثنا عن تفاصيل الليلة الأخيرة وآخر لحظة كانت لك مع السيد الصادق المهدي، والأحداث التي شاهدتها وما سمعت عنه؟
حقيقةً البلد كانت فى حالة حركة سياسية والصادق المهدي كان مرهقاً جداً في عمليات اجتماعات ولقاءات وتشكيل حكومة وانفضاض أخرى.. والصحف تنتقد السيد الصادق بعد أن اُتيحت لها الحريات، وهي كانت مكبوتة في فترة نميري، فكانت آراؤها ناقدة وحادة واستقطابها عالٍ جداً والاقتصاد مترنح والأسعار بدأت في الارتفاع والبلد تعرضت للأمطار والسيول والفيضانات ومشاكل لا حصر لها... والأحزاب السياسية في حالة صراع في تشكيلات الحكومات واتخاذ القرارات يأخذ وقتاً، مما أظهر على الحكومة حالة ضعف وعدم استقرار، وأذكر أن النقابات كانت تُضرب وأحياناً يصادف وجود اضراب لنقابتين أو ثلاثة.. في تلك الليلة 29 يونيو كنّا في الجمعية التأسيسة لمناقشة الميزانية.. وأذكر أننا في الساعة الثانية عشرة ليلاً انفضت الجلسة وخرجنا بالباب الشرقي للجمعية التأسيسية وليس الباب الغربي، ونادني السيد الصادق المهدي وطلب مني الانصراف لأن لديه مشوار خاص.. وكانت آخر لحظة أتحدث معه، وتحركنا نحن نحو منازلنا وأنا ذهبت الى بيت الأسرة في امتداد ناصر وفي الساعات الأولي من الصباح ضرب جهاز اللاسلكي الـذي أحمله، وعرفت من زملائي ببيت الصادق المهدي بأنه رجع الى البيت الساعة الثانية بالليل فى ود نوباوي والساعة (2) ونصف جاءت قوة عسكرية للبيت وأوقفها أفراد الأمن، لكنهم في نهاية الأمر دخلوا الى المنزل واكتشفوا أن الصادق ليس موجوداً ...وأعتقد أن الصادق المهدي لاحظ وجود العساكر واكتشف ما يحدث، وخرج من الباب الشمالي لوحده.. ولم يجدوه بطبيعة الحال الى أن تم ما حدث بعدها من أحداث ...!!!
بعد ما أخبرك أفراد الأمن بما حدث كيف تحركت وماذا فعلت في صباح 30 يونيو؟
تحركت على الفور منذ الصباح الى مباني الأمن الداخلي في الرئاسة حوالي الساعة الثالثة صباحاً وأنا في الطريق وفي الكوبري وجدت قوة عسكرية متواجدة لم تسألني، ووصلت وقابلت الضابط المتواجد وعرفنا أن هنالك دبابات من الشجرة متحركة نحو الاذاعة والتلفزيون، فاخطرنا مدير الأمن ..وانتظرنا تعليمات أخرى وذهبت لمجلس الوزراء ووجدته محاطاً بالجيش ودخلت حتى وصلت مكتبي بجوار مكتب ريئس الوزراء واستمعنا للبيان الأول للإنقاذ وجاءنا بعد تشكيل القيادة والوزراء للانقاذ.. المقدم الطيب ابراهيم محمد خير، وكان وزير مجلس الوزراء، وطلب منا حصر ما هو موجود في مكتب الصادق المهدي من مقتنيات شخصية وأرسالها الى بيته في أم درمان، وكانت عبارة عن خزينة فيها مبالغ سودانية ودولاب فيه عصايات ومراكيب وجلاليب وهدايا شخصية..
بعد تلك الأحداث الى أين توجهت في العمل وهل قابلت السيد الصادق المهدي مرة اخرى؟
بعد الأحداث قضيت في المنزل حوالي شهرين وظللت أُراقب لفترة من قِبل الأمن، وكنت أحس بذلك أثناء تحركاتي في الخرطوم، ولكن لم يتم القبض علي أو استجوابي الى أن رجعت للعمل مرة اخرى في بداية التسعينات وعملت بدارفور حتى 1997م في الشرطة الأمنية، وبعدها رجعت للشرطة بالخرطوم.. حتى تقاعدت وعلاقتى مع الصادق المهدي لم تنته، فبعد عودته وحتى الآن هنالك تواصل في المناسبات الأسرية وأبناؤه يعرفونني وأنا أذهب اليهم ..
تجربتك في حماية الشخصيات السياسية مقارنة بالدول الأخرى هل كنتم على مستوى الجهاهزية والاستعدادات؟
لا أحد يكون جاهزاً وخطته متكاملة، لكن أعتقد أننا قمنا بواجبنا حسب ما هو معلوم في الخطط الأمنية للشخصيات السياسية وهي دوائر أمنية حول الشخص المعني بالحماية ابتداءً من الدائرة الامنية الشخصية مباشرة الى دائرة خارجية هي للأمن، والدائرة الأخيرة هي للشرطة والجيش.. وهنالك تنسيق مع الجهات الامنية في البلاد التي نزورها.. وهنا أذكر أننا درسنا لماذا حدث خلل في حادثة المنصة للسادات، إن الدائرة الشخصية للسادات نقصت شخص واحد كان يجلس في الأمام تحت المنصة وتحرك من مكانه، فتم الاختراق منه وأُطلقت النار على السادات، ولو كان موجوداً على الأقل يمكن أن يكون السيناريو بطريقة مختلفة ، لكن كما قلت لا توجد خطة تأمين متكاملة.. فقط على الأفراد الأمنيين الالتزام بقواعد الخطط الموضوعة للتأمين والحماية والحراسة.
آخر لحظة
ياسرابراهيم
عدد المساهمات : 466تاريخ التسجيل : 24/01/2010
موضوع: رد: صحيفة اخر لحظه تحاور سعادة اللواء عطا اليوم الخميس 15 نوفمبر 2012, 2:07 pm
استاذنا سلامات وتحايا واشواق ياخي زمان اولاد الخرطوم لمن يجوا البلد في مناسبه ما او عيد ضحيه كنا من شده غيظنا عليهم نقول عليهم اولاد مرخرخين ..... هسه المنتدي ده بقي مرخرخ شكرا وانت تحاول ان تسنده بسعادتو عطا ولقائه بآخر لحظه وسعادتو فخر لنا جميعا وهو جدير بكل اللقاءات شكر ماهر وتحايانا لسعادتو عطا
ماهر عابدين دياب
الموقع : لندنعدد المساهمات : 2905تاريخ التسجيل : 02/05/2010
موضوع: رد: صحيفة اخر لحظه تحاور سعادة اللواء عطا اليوم الخميس 15 نوفمبر 2012, 3:14 pm
تعرف اولاد الخرتوم لمن بجوا البلد كنا بنشركهم في كورسات اجبارية من شاكلة (اخشوشنوا فان النعمة لاتدوم) حتي يتركوا الرخرخة ويبطلوا الكلام بتاع ااااااااااي واركاكا واسع وماشابه. كنا نجبرهم لركوب الحمير عشان يقع ويكسر يده, كما كنا نغشهم للذهاب للجدول حتي تكون فرصه عشان تديهو غطستين ويشرب المويه بي مناخيره. واهم شئ انك تسرق نعلاته حتي يرجع البيت حافي القددمين في عز الهجير. لكن المنتدي مالاقين حاجه عشان يكون مخشوشن شويه ومامرخرخ (وماترخرخ المنتدي الا لان الاعضاء مرخرخين) ولاشنو؟ عودا لسعادتو... شدني جدا والله سلوك وتخصصيةومهنية كل من رئيس الوزراء السابق والمسؤول الامني له حتي اصبحت مثال جيد للرئيس والمرؤوس وكيفية تلاقح التخصصية المهنية مع السلوك الانساني الاخلاق السودانية. كما شدني الحيادية التي كانت متبعة في التوظيف.
قولوا يالطيف
ابو الديب
عدد المساهمات : 43تاريخ التسجيل : 15/01/2010
موضوع: رد: صحيفة اخر لحظه تحاور سعادة اللواء عطا اليوم الخميس 15 نوفمبر 2012, 8:14 pm
عزيزي سعادة اللواء عطا محمد عبد الله
تحياتي وأشواقي الحارة
والله لقاء جميل وكلام ناس عاقلين وهذا عهدنا بك دائما فأنت (ملح الأرض) وقلما يجود الزمان بمثلك (رجل والرجال قليل) (تعليم ناس بحري.....) وقالوا في المثل (الماعندو كبير يشتري كبير...) وأعجبني أيضا تصرفات رئيس الوزراء وتواضعه معكم وهذا قمة التواضع
ماهر عابدين دياب
الموقع : لندنعدد المساهمات : 2905تاريخ التسجيل : 02/05/2010
موضوع: رد: صحيفة اخر لحظه تحاور سعادة اللواء عطا اليوم السبت 05 يناير 2013, 12:25 pm
شكرا ابو الديب علي المرور فقد عجبنا من الحارس والمحروس رغم خلافاتنا مع المحروس لكنه كان متواضع وخلوق وكذلك الحارس سعادة اللواء...وما لم يقوله سعادة اللواء انه كانت بحوذته الاف الدولارات وكمية من الذهب وكل مقتنيات مكتب السيد رئيس الوزراء ثلاثة ايام انتظر فيها القادم الجديد حتي يسلمه الامانات لله درك ايها اللواء نقول يالطيف