هيثم شهلي
عدد المساهمات : 599 تاريخ التسجيل : 27/01/2010 العمر : 52
| موضوع: آلة التعذيب الثلاثاء 14 أغسطس 2012, 8:42 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم آلة التعذيب
العذاب والألم شيء نسبي يعني ما عذب البعض قد يكون متعة للآخرين .. مشى والحصى يتطاير بفعل ضربات حذاءه المهترئ ،يركل الحصى مركزا ناظريه على الأرض المسفلته بجانبه على الطريق الممتد منذ نزل من الحافلة في آخر محطة أوصلته حيث انتهت جنيهاته إلا خمسمائة قرش بقت معه محتارة بين ركبة مواصلات أخيرة أو طعمية تسد فرقة ببطنه الفاضي. كان قادما من الجامعة حيث يدرس بجامعة افريقيا بأقصى الشرق كما تبدو له مقارنة ببيت العزابة بالصحافة غرب ، بس كيف يصل هناك وعندها تغطي الضحكات والطرف التي يلمها القوم طول اليوم من عملهم بالحافلات على خطي الصحافة ولما نحكي المفارقات والفهوم المختلفة والمتضادة للمواقف والأشياء وتغرق الحقائق في بحور الثقافات القروية المختلطة بشوية مدنية والباقي أساطير قديمة في شكل أديان وعقائد بأفضلية مرتجلة دوما.. والباقي كذلك بيد الكمساري لا بيد الجلابي ولا السواق. وللكمسارة قصص وحكاوي وكمان لناس المرور ذوي الأذى والابتزاز والعشم في أكل الحرام لتربية الكروش والعيال المساكين وأمهاتهم المتباهيات بكيس الخضار الماكن والممتلئ بجارثيم السحت وحرمة عرق المضفورين بانصاص النهارات اليابسة بين الزلط المولع والابنصات الماسكة في نعال بلاستك خشنة للحد الفات الخشونة.. بس بأمل المنتظرات بي هناك وهنا وفي القلوب الحنينة. نرجع لصاحبنا وقد قطع تحت كبري السوق المركزي الجديد والذي تم تشييده لناس العربات المكيفة وجارية بسكانها المتخمين ولهم سجلات قرنية تهفو للمزيد.. وحال زولنا بقى يشفق لمن يلاحظه ولكن لا أحد يلحظ حال البائسين الماشين باخذية بالية وقمصان متسخة من الغبار والعرق والفلس المفيد، وهو ما زال محتار مع خمسميتو بين الطعمية ول يركب مواصلات الشعبي ويقرب المسافة شويتين. ولكن برضو ما يتوصل وما بتتخطى محطات التعذيب وهنا فقط اشتري طعيات بخمسية واكلن ناشفات مستمعتا بالنكهة وريحة الزيت المغبر وحبات غبار صغار مرت على الضروس وبلع قبل اللعاب ما يصل من شدة الجوع ولهفة البطن الخاوية من صباحات الفلس. لم يشعر بالطعش لانو لسع في المعدة فرقات لطعميات لم تجلبهن الخمسمية .. ومشي مبتسما مواجها لشمس العصرية ويفكر كيف حيتفادى الحتة ديك حيث آلة التعذيب الرهيبة المنصوبة بعد محطة سبعة بشوية. كلما يمر بها تأخذه قشعريرة وطوالي يقوم ينذر لو تغير الحال ولحق ناس السجلات ديك ولو بي فد شعرة أو سطر ولو حرف ول نقطة إلى يغشى المحلات دي كلها وينزل المعذابات بالنارين ويوقف أسطوانات الغاز والفحم المحمر وأهم شيء ريحة الشواء الملونة بنكهات الجنة كما تخيلها دوما. الجدادات المعلقة في آلات التعذيب تفعل فيه الأفاعيل وتتحول كل الجدادات إلى ديوك بل إلى بنادق عساكر وأسواط وعكاكيز وخراطيش لهب لها ريحة الحرمان معجونة بوجع الجوع الغالب والكافر بكل معاني الاحسان. تتحول الجدادات ديل كلهن من ضحايا إلى دور الجلاد وترسل روائح مستفزة نحو أصحاب البطون الخاوية والأمال البعيدة في التسجيل ولو بعد التزكية.
| |
|
ياسرابراهيم
عدد المساهمات : 466 تاريخ التسجيل : 24/01/2010
| موضوع: رد: آلة التعذيب الأربعاء 15 أغسطس 2012, 7:36 am | |
| والعنوان يأخذنا الي ابعد مما نتصور فهو لا يمهد طريقا سهلا للفهم بل يمهد لكثير من الاسئله واول ما يتبادر الي الذهن عالم السياسه فالعنوان يصلح ان يكون مدخل لذلك العالم الا ان انتقال الصوره الي صاحبنا وهو يركل الحصي يعيد فهمنا الي نقطه البدايه فنقرا من جديد نقرا حال صاحبنا وخمسميته وخياراته المحدوده نقرا للنفس وامّاراتها ورغباتها الغير محدوده فالمسافه جد بعيده مما بين الجدادات والطعميات وحيره الخمسمائه بينهما نقرا لحال البائسين من جهه والمترفين من جهات اخري, نقرا لحال سائقي الحافلات وغول المرور ويده الباطشه للنقاطات نقرا ونقرا وننتقل مع صاحبنا وبؤسه الذي لا يغبانا اخي هيثم !!!!!!!!! فهو حال عرفنا وعرفناه في مرحله من المراحل وانما تلك قصص اخري حتي اذا وصلنا ابعد من محطه سبعه بي شويه وقفنا نتأمل آله التعذيب والجدادات تدور وتدور معها اعين المحبين وتسيل لعاب فئه وتتطاير العضام من افواه اخرين وصاحبنا يضع نذره ان ياتي يوما علي فرسه مخلصا الجدادات من تلك الآله واخذهم سبايا الي مملكته ممنيا النفس ان تسكت فرقعات معدته ولو بعض حين روعه يا هيثم – والقصه رغم قصرها الا انها طاااااالت فهما وحكمه ودلالات وذلك عالم نحن له ولك من المحبين
عدل سابقا من قبل ياسرابراهيم في الأربعاء 19 سبتمبر 2012, 6:03 am عدل 2 مرات | |
|
شريف عبد المتعال
الموقع : ايطاليا عدد المساهمات : 3801 تاريخ التسجيل : 01/01/2011
| موضوع: رد: آلة التعذيب الأربعاء 15 أغسطس 2012, 9:29 pm | |
| الأحباب هيثم و ياسر ، للقصة أكثر من واجهه و تقراء حتي بالعكس لكل قارئ للقصة فهمة و قد احترت مع صاحبنا و الخمسمائه قرش التي اصبحت لاتفلح فى أنقاذك
و سداد رمق جوعك ، للقصة واجه آخري تعكس وجه الفساد المتمثل برجل المرور ، و للفقر ألوان ...
واصل بدون فواصل .....
| |
|