ظواهر غريبة وعجيبة اقتحمت فجأة مجتمعنا السوداني المحافظ الذي كان وحتى وقت قريب رمزا للسلامة والطمأنينة ، جرائم ترتكب كل يوم وامام اعيننا احيانا دون دوافع محددة ومقنعة... لا نعلم من أين وكيف اتت لنا تلك الاشباح التى تملكت جل من حولنا من اقارب وجيران واصدقاء ... اغلب صحف الخرطوم تكاد لا تخلو يوميا من جريمة قتل لدرجة اصبحت معها الافواة تتناول هذه الجرائم البشعة وبكل بساطة ودونما استغراب !!! لها اين الايمان ؟
بل اين العقل ؟
اين العطف على الابناء والاخوة والامهات والاباء ؟
وكيف اصبح الانسان او الشخص السودانى بهذه القسوة وبهذا الهوان ؟
من اين اتينا بكل هذا الحقد الذي يصيب في احيان كثيرة اعز الناس واقرب الاقربين ؟ .. اسئلة كثيرة تدور في الذهن تحتاج الى اجابة مقنعة .. هل المشكلة في تربيتنا ؟ ام ان المشكلة في الانظمة التي تسير عليها الحياة وهي هنا مقرونة بالقوانين وسبل كسب العيش والحياة بصفة عامة ؟ هل مشكلتنا في اننا اصبحنا لا نطيق بعضانا حقاً ؟
ما ان تشرق شمس يوم جديد الا وتجد نفسك مضطرا لسماع او قراءة ابشع الجرائم في ظاهرة تكاد تكون غريبة تماما على مجتمع عرف عنه السلم والامان رغم الظروف السياسية القاسية التي مر وما زال يمر بها منذ استقلاله منتصف القرن الماضي لدرجة جعلت رئيسه يتجول مع المارة دون ادنى خوف على سلامته في ظاهرة لفتت انتباه كل شعوب العالم !!! لكنا للاسف الشديد بدأنا نسمع عن ذلك الاب الذي وصلت به قسوة القلب لقتل ابنة وذلك الزوج الذي قتل زوجته لمجرد نقاش بسيط دار بينهما
بل وذلك الابن الذي قتل اباه لعدم اعطاءة المصروف، هلى وصل بنا الامر فعلا لدرجة اصبحنا معها لا نضع اعتبارا لشخص الانسان الذى خلقه ربه للعب دورد محدد في هذه الحياة الدنيا ؟
هل اصبحنا لا نطيق بعضنا لهذه الدرجة المقيتة ؟ او فلنقل ان مجرد ردة فعل غير متوقعة يمكن ان تكون سببا في افقادنا اغلى الناس لدينا ؟ اين الامان ؟ وكيف لنا ان نتعامل مع الاغراب اذ كنا فعلا لا نأمن اقرب الناس لدينا ؟
ويبقى السؤال المشروع اين نجد الثقة اذا ما تحطمت القلوب عمدا ؟ ... ورغم ذلك نبقى نحن كما نحن ما زلنا هنا لا نتكلم ولا نتغير على امل ان نصحى يوما تنحسر فيه الجريمة من مجتمعاتنا وان لا نصحى يوما اخر نجد طالبا قتل زميلته لمجرد خلاف عاطفي بينهما مثلما حدث اخيرا في كلية الصيدلة جامعة الخرطوم .
هي دعوة مفتوحة للنقاش نريد ان نستصحب فيها ارائكم علهم يكونوا البلسم الشافي للقضاء على الظواهر التي بدأت تطل برأسها على مجتمعاتنا دونما استئذان حتى خال الينا اننا نعيش في تكساس من هول ما تطالعنا به وسائل الاعلام يوميا وليس في السودان الحبيب ذلك الوطن الشامخ الذي تعتز جباله ووديانه بسلامة شعبه وحنيته !!! .