الا يحق لنل ان نبكي كالنساء

كمبو يا ود أبو الديب

التقدير والاحترام الكامل لمشاعر الحزن النبيل الذي أحسسته في كلماتك القوية المختصرة. لعلك يا صديقي تريد أن تقول لنا إن هذا الانفصال لم يكن حتميا وكان يمكن تجنبه. وهذا رأي قدير ويجب التامل والتفكير فيه ليس من أجل البكاء على الاطلال ولكن من أجل الاستفادة والأخذ بالعبر .

اقترح أن نعود ونتناقش حول النقاط التي ذكرتها في البكائية باعتبارها نقاط مهمة وفي اعتقادي تسببت نسبيا في صناعة هذه اللحظة التاريخية (بالنسبة للجنوبيين وغير الجنوبيين) .

ولك التحية وخالص المواساة

الأخ والصديق ماهر تحياتى وتقديرى الخاص.
نقدر حزنك وألمك وشعورك الذى انتاب الكثيرين من أبناء وطنى والذين لم يقدموا ماهو مطلوب ليحافظوا على وحدة هذا البلد.
الترابى ينقلب على الديمقراطيه فلا رأى لنا ولا موقف كشعب سودانى .
الأحزاب السودانيه توقع على حق تقرير المصير فلا حساب من الشعب السودانى.
محمد عثمان الميرغنى يقضى أكثر من نصف عمره متنقلا مابين أسمرا وجده والقاهره ونهتف له عاش أبوهاشم.
وعندما يأتى الى السودان لا لسواد عيوننا بل مطالبا تعويضاته نستقبله استقبال الفاتحين.
كل من هب ودب يسىء لنا وينهبنا ويسرقنا فنوليه أمرنا ومصيرنا.
الشعوب المتحضره تعاقب ساستها فيمشون على السراط المستقيم.
أما نحن فشعب عفا الله عما سلف.
نعفى عن ياسر عرمان الذى أصاب الديمقراطيه فى مقتل.
طوال سنوات حكم نميرى كان داخل السودان وبعد أن قال الشعب كلمته غادر السودان فى 1986م.
فكل ساستنا لهم أخطاء ومواقف تصل الى درجة الخيانه العظمى .
ونحن كشعب لم نقل كلمتنا فيهم ولم نستخدم أضعف ايماننا باعدامهم سياسيا.
فكانت عقوبتنا انفصال الجنوب واذا لم نعى الدرس ...سنروى لابناءنا قصة وطن كان أسمه السودان.

أخي عبدالرحمن نصر الدين: ليه يا أخي أسلوب خال البشير دا ؟!
هل كانت الحرب نصف قرن وسط نخيل الشمال أم في غابات الجنوب ؟؟؟؟؟؟
بعدين يا اخي كان طبيعي يكون في حقد وكراهية طالما حاربوهم وطاردوهم حتى داخل غاباتهم .. وأعلنوا فيهم الجهاد (ضد الأعداء الكفرة).
ثم يا أخي عبد الرحمن : هل الإنفصال الذي وصفته بالقدر المحتوم وكان لا بد منه (حسب تعبيرك) هل أراحنا في شمالنا ؟ وهل جلب لنا الاستقرار وكفانا شر الحرب؟؟؟
لا والله.
(إن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى)
ما تركوا السودان موحدا ولا قضوا على الحرب .. بل اتسعت الرقعة .. ولسان حالهم يقول (إن غلبت سدو وسع قدو)
وكما تفضلت يا أخي الأيام القادمات لا تبشر بخير ولا استقرار ولا طمأنينة.
نسأل الله اللطف
.

أعزائي :
تحياتي لكم أولا
الثاني : في موضوع الجنوب والانفصال والحرب والسلام
ما يحدث في الجنوب نتيجة زرع ألغام وسموم من الاستعمار بتغيير الناس واستقلال الأمية وقت ذاك
بسياسة فرق تسود .. والتفرقة العنصرية باوسع أبوابها .. أما ما نحن فيه اليوم بعد زهاء ال 55 سنة
هو مساعدتنا في الشمال مواطنين وحكومات باضهاد هؤلاء النفر والتعامل معهم وسميناهم الجنوبين في حديثنا اليومي
وانعاش أهداف الاستعمار بجهلنا وعنجهيتنا .. ولا فرق بين عربي علي عجمي ولا بين أبيض علي أسود الا بالتقوي وبرغم من اسلاميتنا
الا أننا فرقنا كثيرا .. وساعدنا علي زيادة العنصرية .. ولم نعمل جميعا علي توعيتهم وأحتوائهم في أخضاننا وعلاج سموم الاستعمار ( مثال: نظرتكم كانت كيف لقاطني البان جديد بدنقلا ؟؟؟؟ هل في سيرة وعريس من شباب مراغة لاحدي الجنوبيات طلعت للبان جديد او العكس ) أكيد لا هنا العنصرية والاضطهاد من كل السودانيين
والسبب لاستهداف جنوب السودان من دول الغرب وحتي الفتنة في دارفور ودعم التمرد وغيرها هي أهداف اقتصادية وسياسية بحتة كما تعلمون وهو أن استقرار دولة السودان بمواردها الاقتصادية ..والوعي الشعبي ..وحب الحرية .. والعيش بعزة لانسان السودان وما
أثبته الدراسات أن استقرار السودان بمواردها هو استقلال العرب والمسلمين من براثن اسود الغرب والفكاك من تحت أنياب المفترسين
.. وسياستهم طبعا جوع كلبك يتبعك .. والسودان بالنسبة لهم اسقلال العالم العربي والاسلامي
ولذلك لن تقف استهداف هذه البقعة من الارض في هذا الحد وسوف نعاني أكثر .. والحل في الوعي والادراك للامور والقياس والتخطيط لعشرات السنين مستقبلا .. الجنوب راح ..وممكن يرجع كما راح بالتخطيط والدراسة ..وفي النهاية تجربة ولكن خاطئة ..وان شاء الله خير الخطائين التوابون .

أما ما يجب التأمل فيه ..والتفكير ..الدراسة ..والتحليل .. الاستغراب .. والدهشة .. والندم .. وووووووووو.........هو الي
أين نحن سائرون ؟؟
والدولة تعاقبت عليها حكومات عدة ولكن أخفاقاتهم كانت سياسية مع الحفاظ علي مبادئ الانسان السوداني أما حاليا فالضرر والتغيير أصاب مبادئ الانسان السوداني بالكامل وتغير الشارع السوداني ونجد فيه الآن وحتي من أقرب الناس لك : النصب ..الاحتيال ..الفساد الاداري ..المحسوبية ..الرشوة .. الاختلاس ..الكذب : السرقة .. وحتي مس الضرر الأخلاقيات
وانتهي ما كانت يشتهر بها السودانيين في الداخل والخارج من جراء سياسات هذه الفئة
ونختصر ونورد لكم المقال المنقول أدناهـ وبعنوان يوافق مقال الأخ ماهر بعنوان :


إبك يا بلدى الحبيب ..
بقلم: الفاضل حسن عوض الله

Cry the Beloved Country
قد نفلح فى إبتلاع الاحزان المضنية لهذا اليوم والخارطة الجديدة للوطن امام أعيننا كأنها بقايا ذبيحة معلقة ، لكن ما أثقل الحزن حين ينكره ويستغربه ويستهجنه شذاذ الافاق ، الذين تباروا فى قرع الطبول والرقص والإحتفاء بجرمهم وهم يرفعون نصالاً يقطر منها دم الوطن . لا يريدون لعين أن تدمع ولا لقلب أن يحزن وهم يطأون وجهاً هجيناً جميلاً فيه من سحر الجنوب قسماته ... ومن طيب زهر الشمال نسماته .
عندما أُبرم الإتفاق الشهير راحوا يملأون الدنيا ويتصايحون فى صخب : ( إنا جئناكم بالاستقلال الثانى ) ... أىُّ إستقلال هذا الذى نحر الوطن بسكين صدئة ؟ أما أرتوى القوم من الويلات والمصائب والنكبات التى حاقت بالوطن والمواطن جراء سياسات ( التجريب والخطأ ) ؟ أما كفانا الإنقلاب على الديمقراطية ؟ أما كفانا التمكين الذى جعل دولةً بأكملها غنيمة فى يد من تعوذهم الكفاءة ويرفعهم الولاء ؟ كيف لفقراء وشرفاء هذا الوطن أن ينسوا نصال الصالح العام التى أُعملت فى الرقاب فشردت مئات الالاف من الأسر وقهرت الرجال والنساء والاطفال ؟ ماذا يقال اليوم للثكلى من الامهات وللاباء المفجوعين الذين التهمت الحرب الشباب الغض النضير من أبنائهم وهم يرون فردوس الجنان يُطوى وتوصد أبوابه ؟ أما كفانا جرح الجنوب الذى تركوه يمضى بمقايضة خاسرة ؟ مقايضة أضاعت الجنوب يوم أن جعلته مسرحاً جهادياً فخسرنا وحدة البلاد ولم نربح السلام ، وها هى دارفور وجنوب كردفان والنيل الازرق ترعد سماواتها بجراح وأحزان قادمة .
كيف لا يتراكم الحزن والدمع والأسى والناس مكروبون ومتعبون يخوضون كل يوم نزالاً قاسياً مع لقمة العيش وجرعة الدواء وتجبّر الحكومة ؟ باتوا يعقدون رهانهم في العيش الكريم على ضربة حظ .. تجئ أو لا تجئ . لم يعد الكد والمثابرة والإخلاص في العمل يفضي إلى رخاء العيش أو حتى كفافه . التاجر الذي أنفق عمره كله في الأسواق أصبح يمضي في الصباحات الباكرة إلى عمله وهو لا يأمن أن يبيع ما يكفي لسد أدنى احتياجات أسرته المعيشية .. يمشي وهو مفزوع من هواجس الجبايات المتعددة والكساد الماحق وأشباح السجون والحراسات تؤرق صحوه ومنامه. والموظف الذي نجا عنقه من مقصلة الصالح العام يحار كل صباح في إدراك المعادلة السحرية التي توفق ما بين دخله المتناقص واحتياجه المتواضع والمتزايد . وطالب الجامعة يمضي إلى كليته وهو حائر ما بين المثابرة والاجتهاد في دروسه وما بين الأبواب الموصدة التي تنتظره في آخر النفق الأكاديمي . والمزارع والراعي في فيافي السودان الشاسعة يجاهدان للفكاك من قبضة السماء التي أمسكت ، والأرض التي أجدبت ، وقبضة الحكومة التي لا ترى فيهما إلا مورد جبائي يجب اعتصاره عصراً.
ماتت كل الآمال المعقودة وما عادت السواعد تقوى على عمل يفضي في آخر الأمر إلى مزيد من الإخفاق... فتر العزم ووهنت العزائم وتلاشى الطموح على واقع النهايات الخاسرة . أطباء ومهندسون وأكاديميون جربوا الهجرة في الزمن الضائع إلى شطئان النفط العربية .. إنتحلوا مهن الرعاة و(الحلابين) وشدوا الرحال إلى بلاد ضاقت بأهلها فعادوا بالغبار، آخرون تطاولت آمالهم إلى منافي الصقيع البارد فلم يدركوها لأن جوازات سفرهم بات حاملوها في هذا الزمن يصنفون بأنهم إرهابيون محتملون، وثمة آخرين لم يجدوا سوى إسرائيل فانتهى بهم الأمر إلى جثث عالقة كما تعلق أكياس النفايات على الأسلاك الشائكة .
تسامعوا بالذهب المخبؤ تحت رمال وطنهم الحارقة فراحوا يركضون نحو المفازات الموحشة يساكنون الوحوش والضواري...يقتاتون الجوع ويشربون الظمأ وصدّقوا أن تتركهم الحكومة ما تركوها . ما دروا أن سحاب كدهم أينما أمطر فخراجه سيصب في خزائنها ، وأن تلك الأرض الموحشة ليست أرض الله كما يعتقدون ، ولكنها أرض الحكومة.
اليوم تراجعت على استحياء اسطوانة ( الاستقلال الثانى ) وراحوا يمضغون ويلوكون اسطوانة جديدة أسموها ( الجمهورية الثانية ). أية جمهورية ينشدون ؟ جمهورية المحاق والعدم والآمال الوطنية التى طويت ... أم جمهورية أشلاء وطن معاق يكابد احتياجاته الخاصة ؟


( منقول من سودانايل )