مسرحية ابيض واسود
حضرت بصحبة بعض افراد الأسرة عرضا لمسرحية ابيض واسود بقاعة الصداقة في بدايات عروضها الأولى خلال شهر يناير 2011م، وهي مسرحية استعراضية ي المقام الأول أحبها لاطفال وتفاعلوا مع المقاطع الاستعراضية والغنائية فيها والتي تم اداؤها باحترافية كبيرة ، وتعدد المواقف الكوميدية المضحكة والتي ارتبطت-كالعادة- بالممثل أكثر من الموقف نفسة ووجه الطرافة أو المفارقة الهزلية فيه ، وقد شكل الثنائي جمال (الحاج متذكر) والمميز الفادني (ود الجزيرة) ولهما حضور كوميدي طاغي.
وتدور حبكة واحداث المسرحية حول قصر (مسكون بجان) ويقوم على حراسته ود الجزيرة رغم علمه بحال القصر المسكون وهو يتعايش مع الأمر ويتجاهل ما يسمعه بالقصر ، ثم يصل قريب لصاحب القصر لقضاء فترة فيه (جمال) ويسكن فيه مع الحارس ولكنه يفاجأ بالسكان الآخرين وبعد معاناة ومواقف استعراضية وكوميدية يتم التوصل إلى اتفاق لتبادل المنافع يخطب جمال ابنة ملك الجان وبدوره يقوم ملك الجان باصطحاب جمال وخطيبته وصاحبه الحارس لرحلة عبر الأزمان الماضية والسابقة وفي كل حين تحصل مواقف وتبعات حسب المرحلة الزمنية والتي تتعدد منذ مرحلة النوبة الفراعنة ومرورا بعدها بالحكم الثنائي والمهدية وفترة الانجليز وغيرها... ويتم غالبا بعض الاسقاط بالمقارنة بالحاضر في كل حالة مما لا يخلو من بعض القفشات ذات الطابع السياسي والتلميحات المضحكة.
وبالطبع كان للأداء الرائع لمجموعة الممثلين أثر كبير في توصيل فكرة المسرحية رغم تعقيداتها واحداث المتعة لكل المتابعين بمختلف اعمارهم وثقافاتهم ، وتحمس الأطفال للعرض بشكل كبير وتفاعلوا مع الاستعراضات المختلفة والأشكال الهزلية التي اتخذها ممثلي الجن بالمسرحية وبالذات العروسة ذات الذيل وأبوها بذيله المتحرك دوما مع ترديد ملازمات لفظية وصوتية عند حضور الجن وعند انتقالهم بين تلك المراحل الزمنية.
وتنتهي المسرحية بالعودة للواقع ليجد صاحبنا أن الأمر برمته كان حلما ربما أو تخيلات نقلته عبر الزمن وفسرت له-طبعا- ما كان خافيا عليه بفعل وسائل النقل بين الأزمان والناس كالعادة ، وبالتالي فقد اتضحت له صورة الواقع ايضا بشكل أفضل .. أو كما ترآى له ، ولنا.
والمسرحية كانت من اخراج المبدع محمد نعيم سعد ، والذي تعودنا منه هذا الأسلوب (الاسقاط الزمني) ولاسيما للخلف أو الماضي لتصحيح الرؤية للحاضر فيما يبدو... ولاحظت نفس الأسلوب في مسرحية المهرج.