الدنيا آخرا كوم ترااااااااب

مرحبتين أخي محمد جعفر 00000000000 عوده طيبه ان شاء الله و انت من الناس تروح وتاااخد القلب معها


تقبل مروري ....

الدنيا آخرا كوم تراب


على مدى الأربع سنوات الماضية كنت أركب الحافلات ذاهباً الى الكلية بالثورة بالنص ... ومن عجائب القدر أن يكون جار الكلية الشمالي مباشرة مقبرة أحمد شرفي الشهيرة(مباشرة شمال الظلط) ...
وكل يوم انزل في حتة معينة ... وهي الجهة الجنوبية للمقبرة (بعدها تقطع الظلط جنوباً تجد كلية التربية ) وهي بوابة المقبرة ...(نظرية القرود الخمسة) ...
وكثير جداً جداً جداً بصادف جنازة حتى أصبح شئ ثابت (ده اذا ما صادفت جنازتين في المشية والرجعة ) .
في نهاية شهر مايو2009م الذي كان من ابرز احداثه وفاة المشير جعفر النميري ... رجعت الى مراغتنا لحضور عرس ... ومنها ذهبنا لزيارة بعض الأهل بكابتود ... بعد السلام جاءت فناجين الجبنة .. و كأنها كانت في انتظارنا لم تمض إلا دقائق معدودة إلا وبدأ الكل يتحدث عن _آخر خبر_ ماضي هذا الرجل ... وعن رأيهم فيه
حقيقة أنا لم أكن أعلم الكثير عن هذا الرجل ... فوجدت ضالتي وبدأت أستمع لهم ...
** الأول (رجل أمي مزارع قديم) : ما كان عندنا أي علاقة بأي شئ لكن لمن يقولو الريس عندوا الليلة كلمة كان نمشي ننتظر جم الرادي ... الزول ده لمن يقول ايها الثوار الأحرار الرادي ده كان برجف ... نحن مش ما شايفينو ... كنا بنخاف منو
ولمن جا التلفزيون لمن نحضر كلمتو ما كان بنقدر نعاين في وشو
كان بندنقر تحت ونسمع صوتو .. الزول ده كان عندو شخصية قوية قوة مبالغة مرة وحد .
الثاني : بجد البشر ده كان عندو قوة شخصية ما كان في زيها
الثالث : لكن ما خدم الشمالية هنا ... بالله رئيس مننا وما يسوي لينا الظلط .
الرابع : لكن الوقت داك السودان كان فقير شديد .
الثالث : فقير شنو ... نحن كنا بنقرا مجان .. كان بيدونا قروش السفر .. وقروش الصابون ... نحن الأكل الكنا بناكلو ونحن طلاب لليوم ما أكلنا زيو ... تقول لي فقير ... انت الفقير
بعدين هو أول من فرض رسوم امتحانات على الطلبة
الرابع : ما تنسى برضو هو بقى المنهج اسلامي
وأنا استمع لهذه المعلومات عن هذا الرجل ... لم تشدني سلبياته (ماخدمنا ... فرض رسوم امتحانات...) ولا ايجابياته (غير المنهج لمنهج اسلامي ... ) ولكن حقيقة ما شدني هو قوة شخصية هذا الرجل ... التي جعلت الكل يهابه ويحترمه ... أيعقل أن تجد رجل بهذه الكيفية ؟ ... رحم الله حكامنا اليوم ... حتى الما يسوى شئ يقطع فيهم ...
وبعدما قضيت اجازتي (القصيرة الغير شرعية ) رجعت الى أم درمان(أم السودان) ... و كالعادة ركبت الحافلة ونزلت في نفس الحتة ... شدني منظر قبر(موضوع في أول المقبرة) موضوع فيه سكن اسود (السناج) ... لكنني تجاهلت الامر ... وبعد يومين أيضا وجدت نفس القبر لكن هذه المرة صبت فيه بوهية حمراء اللون ؟؟
فبدأت أمسح في عيني لعلي أحلم وأنا نائم ...
أو نائم عقلا ... وصاحي جسداً ... فهذه حالتي في الصباح الباكر
فأنا لا أستطيع أن أفارق حبيب عمري (النوم) ... ولطالما نسيت باقي فكة القروش مراراً وتكراراً بدون وعي والأخطر أني أصطحبه معي حتى في المواصلات فتكون النتيجة أن أفوت المحطة وأنزل بجامعة القرآن الكريم أو التقانة ...
لأنني أكون كما ذكرت نائم العقل صاحي الجسد (وهل ينفع جسد بلا عقل ؟؟؟
بعد أن تأكدت أني مستيقظ تماماً جسدا وعقلاً ...
بدأت أسأل نفسي ما سر هذا القبر ... في هذه الاثناء عقلي يشطب كل هذه الاشياء ويذكرني بموعد محاضرة المعادلات التفاضلية (differentials equations ) لأن أستاذها د .عبد الرضي عبد الرحمن لا يدخل أي طالب بعد دخوله للقاعة ... وهو رجل منضبط في مواعيده يمكن أن تخطئ الساعة ( حجرها ينزل , تكون نايم في الحافلة تتكي في الشباك تتغير وانت ما حاسي , براها تخرف ....) لكن هو لا ... وإذا بي انظر الى شاشة الموبايل وإذا بالزمن تبقى له 3 دقائق ... وبدأت اهرول الى أن وصلت في آخر لحظة ... الحمد لله !!
بعد المحاضرة ذهبت مسرعاً لأرى من صاحب ذلك القبر واذا بي أرى الشرطة تحاصر المكان وتلفه بالشريط الاصفر كأنه محل حادث ... وبعد يومين جئت ووجدت انه قد تم بناء القبر بالسيراميك ... وأحيط بقفص من حديد بلون أخضر فاتح ... وأغلق باب القبر بطبلة من آخر مقاس (حتى بعض الدكاكين ليس بها مثلها )
بدأت أتقرب منه وجدت الديباجة وحينما فرغت من قراءتها
وجدت انها لذلك الشخص صاحب الشخصية القوية الرئيس السابق المشير جعفر النميري ..
ذكرني هذا الموقف ... رجل ملك معظم الأشياء وفـــي الآخر تركها ليرقـــد في ذاك الكوم من الترااااااب ... بأغنية سمعتها في حنة الاخ رضوان سعيد يقول فيها الفنان ...
الدنيا آخر كوم تراب ... الدنيا آخر كوم تراب
والكل يرقص ... على انغام الموسيقى ... ولا يدرون ماذا يقول الفنان ... لكن هذه أرحم حالاً من أغنية (يا عرب) لتاج الدين البمبي .. الأغنية تتحدث عن فلسطين والتخاذل العربي اتجاه القضية الفلسطينية (شئ غاية في الروعة) لكن عندما تسمعها يغنيها والناس ترقص على أنغام الموسيقى .. الكلمات في اتجاه والموسيقى تتلاعب بالراقصين يمنة ويسرة أعلىً وأسفل في اتجاه آخر ... ههههههه حينها تحتار بين أمرين هل تبكي ؟ أم تضحك ؟
آآآآه ... الدنيا آخرا كوم ترااااااب ...
وهذا هو قانون الحياة الذي سينطبق على الكل ... حتى على هذا الرجل الذي شكل جزءاً مهما من تاريخ هذه الدولة العظيمة ... فقلنا نغير ليهو جزء من هذا البيت ليصبح .... الدنيا آخرا كوم سيراميك ورخام !!!!.
هــــذا الـــرجل اسمحوا لي أن أدعوهو بالأسطورة ...(اعتبروه لشئ في نفس يعقوب) ...
البعض يراه أهدى هدىً وأقوم قيلا .. والبعض يراه ما هو إلا مثرثراً مخبولاً
لكن الأمر قضى وانتهى ... وذهب هذا الرجل الى الحاكم العادل الله سبحانه وتعالى هو وحده من يعلم !!!
لكني لا أنكر إعجابي بهذه الشخصية الاسطورية ...
وكل يوم اذهب فيها الى الجامعة ... اقف دقائق انظر الى قبر هذا الرجل الاسطورة ... ورغم كل انجازاته لم ولن يستطيع أن يرضي كل الناس ... وهذا حال كل الأنظمة السياسية في العالم لها ايجابياتها وسلبياتها .
ذكرتني هذه الجملة بجملها قالها لنا أ.شريف احمد برسي وكنا نعد لإحدى الدورات الرمضانية بمراغة ... قال : (نحن أكيد ما هنرضي كل الناس ... لكن اذا ارضينا 25% بس بنكون نجحنا )
في الختام أختم ببعض أبيات تقف خجولة في وصف هذا الرجل الاسطوري:
عهدنا معاك كنداب حربة ما بيتشلَّخ
صُرة عين جبل ملوية ما بتتفلَّخ
كان إيدينا من القبضة فيك تتملَّخ
السما ينتكي وجلد النمل يتسلَّخ
بعدما ذهبت روح هذا الرجل الأسطوري الى بارئها ... وانتقل من حياة الدنيا الى حياة القبر ...
لا يسعنا إلا الدعاء له بالحسنى ...
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، وارْحمْهُ ، وعافِهِ ، واعْفُ عنْهُ ، وَأَكرِمْ نزُلَهُ ، وَوسِّعْ مُدْخَلَهُ واغْسِلْهُ بِالماءِ والثَّلْجِ والْبرَدِ ، ونَقِّه منَ الخَـطَايَا، كما نَقَّيْتَ الثَّوب الأبْيَضَ منَ الدَّنَس ، وَأَبْدِلْهُ دارا خيراً مِنْ دَارِه ، وَأَهْلاً خَيّراً منْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً منْ زَوْجِهِ ، وأدْخِلْه الجنَّةَ ، وَأَعِذْه منْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَمِنْ عَذَابِ النَّار .
آمــــــــــــــــــــــــــــــــــين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][img][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/img]

أعتذر لم اتمكن من الحصول على الصورة ...
صورتها في جهازي لكن لم اجدها ... بحثت عنها يوماً كاملاً
فلم أجدها ....

أستاذ شريف ... ربي يديك الصحة والعافية

تسلم على المرور يا رائع ....

احنى لك القامة اجلالا ابنى محمد
تشكرات ..عايزة اقرا واتمتع تانى وتالت واجيك بى رواقة
يديدم شبابك يا ولدى

تسلم أخي محمد جعفر على هذه الخواطر و حقيقة انت انسان محظوظ ... مرورك اليومي أمام المقابر تسهل عليك كسب العديد من الأجر ... لا تنسي أن تقراء عليهم الفاتحة يومياً لآنها سوفا تكون فى ميزان حسناتك ... وكل الأموات يحتاجون الدعاء ... و حتي الأحياء ...

و عن قصه أبو عاج حقيقة الرجل عنده مواقف تحسب له بالرجولة و الشجاعة و ربنا يرحمه و يغفر اليه ....


تقبل مروري