مسرحية انا وابني

مسرحية انا وابني

الفصل الاول:

علي خشبة مسرح مهترئ ,ذو اضاءة خافته تنبعث من رتينه يجلس حولها مجموعة اطفال القرفصاء وهم يضحكون من وجوههم العريضة علي تنك الرتينة... يظهر طفل عمره تسعة سنوات وهو يحاول ان يعد البهايم قبل ادخلهم في الزريبة. كلما يصل نصف العدد تتحرك احدي السخلان من المجموعة المعدودة الي التي لم يصلها العد او العكس, او تختفي احدي السخلان تحت امها وهي حالة رضاعة ليقينها ان ام الراعي ستضع الكيس علي ثدي الغنماية... السخلان تعرف وقت المنع بالفطرة.

الولد: واحد..اتنين...تلاتة... تسعة....... انعل يومك يا(كرين)انت...استني لي بكرة في الرعية
الولد: اها تاني اربعة ..خمسة... تسعة (يسمع صوت الوالد من علي البعد)
الوالد: الغنماية المناب وينه ياولد
الولد: (يرتجف من الخوف) يمكن مشت مع غنم ناس حليمة
الوالد: اكيد كنت بتلعب الكمبليت والبهايم خشت زراعة عوض ,وعوض وداهم الزريبة
الولد: انا بعد الفطور بمشي بجيبهم
الوالد: فطور شنو زي الوكت ده؟ الطيارة لسه ماجاتت وانت رجعت من الرعية

(فجأة تظهر الوالدة علي خشبة المسرح)
الوالدة: غنماية شنو ؟ خلي الولد يفطر ويرتاح... وحليمة بتجيب بهايمه في العصر... هي الدنيا طارت ياراجل

الوالد: والله مافي غيرك بوظ الولد ده...دلعتيه
(يتناول الولد فطوره واقفا بسرعة شديدة وكأن امرا عظيما ينتظره)

الوالده: ياولد الاكل بيقيف في ركبينك...اقعد في الواطه واكل... ولا شكلك اكلت في بيت خالتك ولا عند ناس حليمة

الولد: لا ياأمي ماأكلت شئ غير اكل الرعية
الوالدة: اكل شنو كمان في الرعية؟
الولد: فلعنا الدوم والنبق واكلنا ابورانج وحب النيم كتير
الوالدة: ياولد انا مش قلت ليك ابورانج بيهرد مصارينك وحب النيم بيعمل ليك الزايدة

الولد: (يتظاهر بانه لم يسمع شئ وهو يلف طرقات من كسرة الذرة بحبات الفول من الصحن)
الوالدة : انت لاحق شنو؟ انا مجهزة ليك الاقشي بتاعة غنمايتك الولدت.
الولد: بعدين يمه في الغدا
الوالده: عارفاك ماشي تستحم في البحر مع الشفع ... يوم بتغرق وانا قلت ليك تاني ماتمشي البحر
(يتجاهل الولد كلام الام مرة اخري وكانه لم يسمع شئ)

الوالده: الجبادة بتاعتك لو قابضه ماتجيب لينا سمك... سمك امبارح عفن البيت
الولد: سمح يمه (وكانه يريد ان يتخلص باي شكل)
الوالده: سمح غير عراقيك الوسخان ده
الولد: بنغسله في البحر
الوالده: يعني ماشي البحر
الولد: يمه انا ماشي تحت نزقي البقر والحمار... البقرة عطشانه من امبارح ماشربت
الوالده: البقرة لوكانت بي فوق في الكروات يعني كنت بتستعجل كده؟
(تسمع اصوات اطفال يتادونه خلف الدار)
الولد: مع السلامة (يقولها وهو منطلقا كالصاروخ..حتي ان الوالدة لم تسمع الحروف الاخيرة)

تطنطن الوالدة وتستعجب من عيال الزمن ديل

يسدل الستار علي المسرح لينتهي الفصل الاول

الفصل الثاني

(فجاة تضي انوار النيون الساطعة بكل الوان الطيف ...تطفئ الانوار وتضئ في تناسق وتناغم تام فيما بينها, ويظهر مسرح حديث ذو ستائر اتوماتيكية الفتح والقفل, كما تظهر شاشات الLCD العملاقة في مناطق مختلفة من المسرح... تسمع اصوات موسيقية ناعمة تزيد المكان دفئا)
يكبر الابن ذو التسع سنوات ليصل الاربعين وهو يمثل دور الاب ... يظهر الاب مع ابنه ذو التسع سنوات ويختفي الجد والجده

يدخل الاب المنزل ليجد ابنه مشغولا بالكمبيوتر

الاب: السلام عليكم (يردد مرتين دون ان يسمع الابن)
الاب: ممسكا الابن من يده ...ياولد انا بقول السلام..وين انت؟
الابن: اهلين بابا... خلاص خلي يدي عشان ننتهي من القيم ده.
الاب: ياولد انت ماعندك شغله غير القيم ده؟
الابن: عندي شغل مهم
الاب: عندك شنو؟
الابن: عايز اتونس مع اصحابي وصاحباتي في الفيس بوك.. وعايز انزل ناينتندو الجديد
الاب: الله يفسفس.....
الاب: ياابني ماصح كده كل يوم قدام النت والاقيام
الابن: يابابا انت وكت كنت صغير ابوك مش كان بيخليك تلعب في البلي استيشن؟

الاب: كنا بنلعب الكمبلييت وصفرجت وكعود شل ودق الهدوم والطاب والسيجة ونط كلاب والدسوسية وشد واركب..... اااااااااااااااااااااخ (يسرح الاب)
الابن: شكلها ده العاب حلوة يابابا... لكن ده في بلي استيشن ون ولا بلي استيشن تو ولا ثري؟
الاب: لا ياابني ده بلي استيشن قديم كان اسمه الرعية
الابن: وده يابابا من انتاج مايكروسفت ولا شركاتبلي قيم

الاب: ده كانت من انتاج افضل شركة اسمها مراغة

الابن: الشركة ده وقفت ليه يابابا ؟ ماعندهم ايميل؟

الاب: (متجاهلا) خلاص كفاية قوم نفطر سوا

الابن: انا اتصلت بي مطعم ماكدونالدز جايبين لي سندوتش دلفري
(تدخل الام المسرح حاملة موبايل)

الام: هاك كلم سوسو صاحبتك

(يصفق الاب يديه متعجبا من هذا الجيل والذي في نظره لافائدة منه)

يسدل الستار وتضئ الانوار ايذانا بانتهاء المسرحية

حضر خضر ذو الاربعين خريفمع ابنه ذو العشرة سنين المسرحية ... لم يلي احدهم بتعليق للاخر... لكن الاب كان مبتهجا في الفصل الاول وتحسر لحال الطفل في الفصل الثاني معتقدا ان الحياة في الفصل الاول كانت احلي..... بينما ابتهج ابنه ذو العشرة سنوات من الفصل الثاني وتحسر لحال زميله في الفصل الاول معتقدا ان الحياة لطفل الفصل الثاني احلي..

هكذا انقسم الجمهور كل علي حسب عمره وحسب ثقافته.

ولازال السؤال قائما رغم الانقسام: هل الحياة كانت احلي زمان ام اليوم؟

يالطيف

الأخ العزيز ماهر....لكل زمن أدواته ولكل زمن ناسو ورجالو.
والأبناء بالتأكيد لايمكن أن يعيشوا فى جلباب آبائهم.

تسلم الأيادي استاذ ماهر . وطرح جميل .والحياة حلوة للي يفهمها في اي زمان .

استاذ ماهر لك ولأهل المنتدي ألف تحية واسوق اعتزاري عن الانقطاع من المنتدي الذي دام طويلا لاسباب تقنية وحاجات تانية واحمد الله انني مع رجوعي استهل كتاباتي معلقا علي موضوعك الشيق والذي جذبني اليه غير اني عايشته تماما سردك للقصة بدقة متناهية وبساطة تعجز الكثيرين .
فيا اخي نحن محظوظين لاننا عشنا الفترتين ولكننا مصدومين من عجلة الزمن التي لا تمكننا من الوقوف مع الماضي الجميل والاستفادة منه وفق متطلبات الحاضر والذي نريد له أن يكون الاجمل .
وبالتاكيد يااااااااااااااااااالطيف ووراها ضحكة كبيرة ههههههههههههههههههههههههههههه

والله احى استاذ ماهر اللى بى بركة مرحستو جاب لينا الديب من ديلو هههههههه واخيرا مديرنا الاول والعضو الفاعل والذى له فضل التاسيس مع الاخرين ومن قبل مجئى محمد بشير القامة يا هلا فيك وتحية خاصة جدا حمد لله بالسلامة ود بشير

عزيزى الاستاز ماهر حقا انها مقارنه اكثر من رائعه ويا ليت تطبق المسرحيه على الواقع من ضمن نشطاط النادى الثقافى ليستفيد منها الجميع كافه مشكور على السرد الجميل للمسرحيه والمره الجايه بدل كلمة يمه احسن يو تقبل تحياتى