إين قبر أبي

بالأمس عندما رجعت من العمل وجدت فى صندوق الرسائل رسالة من الكموني (مجلس الحي) تتعلق بالأعمل التي قام بها خلال الفترة الماضية و المشاريع المستقبلية لحي و قد لفت أنتباهي الى فقرة تتعلق بصيانة المقبرة بتكلفة كبيرة جداً و علماً بأن العام الماضي تم صيانة المقبرة بحوالي 20000 ألف يورو لتجديد موقف السيارات التابع للمقبرة و الأضأة .

و ذهبت الى المقبرة لمعرفت ما ينوي القيام به من حب الآستطلاع و هى على بعد 500 متر من بيتي و عند وصولى الي هناك وجدت جاري يسكن معي نفس البناية يزور والدية و سألتة عن القيمة الكبيرة المذكورة فى أجندة مجلس الحي بخصوص صيانة المقبرة على الرغم من أنها فى وجهه نظري الشخصي مكتملة تماما و تعتبر من أجمل البنايات بالحي .

فأجابني و هو متنكراً لمجلس بأنهم مقصريين فى المقبرة تماماً و ينقصها الأضأة فوق السور و الحديقة فى الوسط العشب بها يريد التجديد ووووووووووو .

فدار بي الزمن الى الوراء و تذكرت يوم كنت أبحث عن قبر أبي:



فى أول زيارة لى الى السودان بعد غيبة نقول نص طويلة ذهبت يوماً فى الصباح لزيارة قبر والدي فى مقابر الحاج يوسف و عند وصولى الى المقابر اندهشت الى التوسع العرضي للمقابر و وجدتها وصلت الى المنازل القريبة منها و فكرت كثيراً من أين أبداء بالبحث عن قبر والدي و وضعت العديد من التخمينات و بداءت السير بين القبور و أحاول أن أرجع ذاكرتي الى الوراء لعلها تساعدنى على الوصول اليه و مرت الدقائق و وصلت الساعات و لم أجد قبر والدي و قررت الرجوع الى البيت و فى الطريق وجدت محل اتصالات فأتصلت بوالدتي و سألتها فى آستياء أين قبر والدى فأجابت في المقابر قلت لها أعلم و لكنني ذهبت و لم أجدة فقالت الى بهدوء ارجع البيت و بكرة الله كريم .


و فى صباح اليوم الثاني ذهبت مع الوالدة و كانت تسير كا الخبير فى الصحراء تسير فى خطوط معرجه الى اليمين و الشمال شرقاً و جنوبا و غرباً .

فسألتها وين ماشيين انت متأكدة عارفة مكانه فلم تتكلم و واصلت السير حتي وصلنا الى قبر و أشارت إلية و قالت هذا قبر المرحوم والدك .

نظرت الى جميع الآتجاهات و عرفت بأنني من المستحيل الوصول اليه بدون خبير .
لماذا لعدم التنظيم و الأحترام للميت و وقتها كان الأمر باقي عندى عادي و لكن بحواري مع جاري عرفت بأننا لا نحترم الأموات و خلاص الأنسان أول ما يموت نكون شاطريين سريع نستر الميت و نشيلة و نحفر ليهوا حفرة و ين ما كانت و نصلي علية و أنتهي الأحترام للميت بعد الدفن و الناس ترجع الى الصيوان و تقعد تشرب فى الشاي و تتونس فى السياسة و الكورة و تنسئ أحترامها للميت كيف نرجع ليهوا كيف نلقاة مرة ثانية !!! أملأً يوم الوزارة المعنية تفكر فى وضع بند اقامة اسوار و ممرات و طرق دفن صحيحة توفر الأرض و الجهد و للموضوع بقية اكملة أنت ....

أخي شريف : الله يرحم والدك ويرحم جميع موتى المسلمين.
وذكرتني واحد من (آندينا) كان مسافر ورجع بعد وفاة أبوه بفترة , وطلب من ابنو يذهب معاه لزيارة قبر والده , الولد الظاهر بطول المدة وكثرة المدافن ما عرف قبر جدو وين .. فوالدو استاء منو جدا وقال ليهو كيف ما تعرف قبر الوالد وووو. قام الولد رد على الوالد وقال ليهو (أصلو أبوك دا إنتا داير تديهو الفاتحة ولا داير تديهو المصاريف)؟

شكراً اخواني الكرام الياس و ماهر على المرور و حقيقة الموضوع مهم جداً و يحتاج الى آعادة النظر فى الميت من أول موتة الى طريقة ايصالة الى المقبرة و بعدين المقابر .

مرحب اخي شريف الله يرحم والدنا و الان تعال شوف المقابر و صلت و ين وصلت الي بيت ناس النزير و القبور التي بالاطراف تعرضت للدعس العربات مشت فوقهم لان فى الليل الظلام دامس ما بتشاف القبور المطرفة . تحياتي لمحمد و أمة

شكرا الاخت منى و مشكلة التوسع العرضى المفتوح سيخلق صراع على ملكية الاراضي مستقبلاً و في طرايلس بليبيا يوجد مقبرة مسورة و عدد الاموات في ازدياد مما اجبر المسئوليين الي دفن المقبرة بطبقة ثانية من التراب و فتح مقبرة جديدة فوقها و تم تخطيطها ما عارف رأي الدين شنوا ..

و الشكر الى الاخ هيثم حقيقة معلومة ترقيم القبور و تسويرها لم اكن اعلم به و الحمد الله انوا فى صحوة نحو الميت و تحياتي للاخوة فى البلد الذين عندهم نفس المشروع و ان شاء الله يكون فى ميزان حسناتهم و لقد اسعدتني بهذا الخبر ولك التقدير .