بين أيام.. زمان واليوم؟!
في ايام زمان كان البنات عاقلات ومحتشمات.. رغم أن الإختلاط بينهن وبين الأولاد كان ميسوراً ومقبولاً ولا غبار عليه، فإنهما يشتركان في العمل وفي التعليم وفي اللعب واللهو البرىء ليلاً ونهاراً يشتركان في القراءة بالخلاوي لتعليم وحفظ القرآن الكريم وفي العمل بالمزارع ورعي الأغنام وفي اللهو واللعب نهاراً تحت ظل الأشجار وليلاً في ضوء القمر يحدث ويتم كل هذا بين الأولاد والبنات ولا غرابة فيه أو عليه من كبير أو صغير من أهالي وساكني تلك المدن الطرفية والقرى والأرياف .. أولئك الناس الطيبين المؤصلين الأشراف الكرماء.. فالصغير يحترم الكبير والأولاد والبنات كلهم أخوان وزملاء بأدب وإحترام ومراعاة للشرف والأمانة كان الزمن جميل والأيام سعيدة والأخلاق كريمة والأمانة متوفرة والحرية المقننة ماثلة ولا فوارق بين البنات والأولاد في التعامل الشريف..
هكذا كانوا ناس زمان ويا حليل زمان.. كانوا كذلك بعكس ما يحدث اليوم في هذا الزمن العجيب والغريب.. زمن هذه التكنلوجيا التي يسمونها الحديثة التي أتت بالخراب والدمار لمكارم الأخلاق فأصبح لا أمان بين الناس ولا تقارب أمين للمجتعات ولا ثقة تسمح بالإختلاط والتعاون الشريف.. الأسر والعائلات لا تسمح بالتقارب بين بناتها وأولادها حتى لمن هم أقرب الناس إليها الكل تملأه الشكوك وتلازمه الوساوس عند التقارب بين بناتهم وأولادهم كل هذا بسبب عدم التربية السليمة التي تؤدي الى إنعدام الثقة وحسن المعاملة الشريفة..
الشىء الذي أصبح يشكك في الإختلاط بين الجنسين ويدعو للإعتراض والهجوم عليه بالمدارس والجامعات والمعاهد والإتحادات والمجالات الإجتماعية الخدمية والعملية من بعض الجهات المعارضة بسبب ما يدور من إنحلال وتفلت في هذا الزمن كما أسلفت .. إن المقارنة بين ما كان يسير عليه الناس في زماننا الماضي واليوم من الصعب الوصول إليها مع هذا الحال الماثل الآن وقطعاً إذا ما إنتبهنا وعدنا لإصولنا وماضينا وتراثنا الأخلاقي وعملنا على توفير التربية السليمة والأخلاق الكريمة بين أجيالنا الحالية والقادمة سينطلق منا الزمام أكثر فأكثر.. كل هذا لإجلاء زمن الشبه بين ما كان يحدث في أيام زماننا الماضي وهذا الزمن وكيف أن التغيير كبير وخطير لعدم توافر الثقة والأمان السائد الآن وكيف لنا أن نوفر ذلك في هذا الزمن لكي يطمئن الجميع على مستقبلهم ومستقبل أولادهم وبناتهم كما كان في زماننا الطيب الأمين الذي لم تكن فيه كلفة بين الجنسين وكل يحافظ على كرامته وسلامته ويعيش في أمان هل لا رجعنا لنا الى ذلك الزمن الطيب وجيل من بنات محتشمات وأولاد منضبطين ومحافظين على أخواتهم وزميلاتهم كما كان يحدث أيام زمان؟!!..