الفول .. والفانوس!
الكاتب الساخر
وأنا عائد من دكان (آدم) القريب من المنزل أحمل فى يدى اليمنى (جك فول العشاء) وفى يدى اليسرى (كيس الطعمية والرغيف) فى مساء أحد الأيام القريبة الماضية تعثرت قدماى بشىء كاد يقطع (سيور السفنجة) التى كنت أنتعلها فإنحنيت بعد أن وضعت (جك الفول) على الأرض وذلك لمعرفة (حجم الأضرار) التى خلفها إرتضام رجلى بذلك الشئ ممنياً نفسى ألا تكون هنالك أى إصابات وجروح (عشان نحنا ناس سكرى وكده)!
كانت دهشتى عظيمة حينما وجدت أن الجسم الذى تعثرت عليه هو (فانوس) قديم قد علاه الصدأ مما جعلنى احمد الله كثيراً على عدم وجود أى (جروح) وإلا كانت الحكاية ح تجر (تيتانوس) ومراهم (سكرى) ومستوصفات لا تقوى جيوبنا عليها!
كان شكل (الفانوس) غريباً لا يشبه (فوانيسنا) العارفنها فهو صغير الحجم ثقيل الوزن يميل لونه إلى اللون النحاسى المحمر على الرغم من طبقة الصدأ التى تغلف أجزاءه.
ما يكون ده (مصباح علاء) الدين البقولو عليهو؟
هكذا خاطبت نفسى وأنا أقوم بفتح باب الشارع متحسساً طريقى داخلاً إلى المنزل الذى يلفه الظلام ،أسرعت إلى (الصالون) وقمت بوضع الفانوس على (تربيزة المكتب) بعد أن قمت بإشعال (شمعة) ثم قمت بدعكه (كم دعكة) ولدهشتى العارمة فقد بدأ الدخان يتصاعد منه !
- (وهو يزيل العرق من وجهه) : شبيك لبيك ... إنتو قاعدين فى الكهرباء القاطعة والسخانة و(الناموس والباعوض) ده كيف؟ أطلب الحاجة العاوزا وخلصنى خلينى أمشى ... دى حالة بطالة!
- مالك يا مارد متضايق كده فى شنو؟
- الما بضايقنى شنو؟ هسه دى سخانة نصاح؟ وإلا دى ضلمة نصاح؟ وكمان الحته كوولها مليانه باعوض؟ إنتا عاوزنى أكون أول مارد تجيهو (ملاريا) وإلا شنو؟ قول بسرعه عاوز شنو ياخ وخلصنى!
- طيب خلاص بس أوعك تقول ليا حكايت تلاته طلبات بتاعت (مصباح علاء الدين ) ديك والله أنحنا عاوزين لينا (مليون) طلب عشان حالتنا دى تتصلح!
الله يلعن أبو اليوم الطلعتنى فيهو من (الفانوس) ده .. هسه لو ما حظى الهباب ما أطلع إلا هنا؟ ما كنت أطلع لى زول فى لندن وإلا باريس وإلا ميونخ وإلا حتى اليونان القريبه دى! ... يلا قول طلباتك وخلصنا ورانا شغل!
- بالله إنتا وراكا شغل ؟ طيب أقول ليك؟ حاجه تلاتة أرباع البلد دى عطالة وما لاقين شغل !
- يا (بنى آدم) قول طلباتك وريحنا الكلام ده قولو للحكومة!
- شوف يا مارد أول حاجة أنا عاوز قروش كتييييرة زى القاعدين يسجلوا بيها اللاعبين ويصرفوا بيها على (الإنتخابات دى)!
(المارد يضحك مقهقهاً) : قروش ؟ وكتيرة كمان ؟ ياخى أنا رئيس أكبر قبيلة من الجن عندكم هنا .. ويادوبك بناكل لينا وجبه واحدة فى اليوم ؟ أقول ليكا حاجة؟
- قول يا مارد!
- أنحنا مش (جن وشياطين) ؟ على باليمين القروش دى ذااتا ما عارفنها (غطست وين)؟
- شنو يعنى ؟ هسه ما بتعرف تجيب ليا شويت قروش أمشى بيها الحالة المهببة الإنتا شايفا دى؟ ليا كم شهر ما دفعتا أقساط العربية والأولاد طردوهم عشان مصاريف المدارس و..
- يا بنى أدم أجيب ليك قروش من وين؟ إنتو خمسين مليون ما قادرين تجيبوا ليكم قروش أجيبا أنا؟
- ما تشوف لينا البنوك دى ما مليانة؟
- (ضحكة مجلجلة) : بنوك شنو المليانة؟ دى مبانى ساااكت هو (الجوكية) خلو فيها قروش ؟ على باليمين نحنا (الجن) ذاتنا ما نقدر نعمل العملوهو ده!
- (فى إندهاش) : بالله يا مارد إنتا ذاتك سمعتا بى قصة الجوكية دى؟
- (مبتسماً) : وكمان سمعتا بى (سوق المواسير ذاااتو)!
- الله لا يكسبك إنتا قاعد جوة (الفانوس) ده والأخبار بتجيك!
- مال شنو إنتا قايلنا زيكم بنسمع بى (إضنينا) نحنا تكنولوجيا السمع بتاعتنا متقدمة وبنسمع أى حاجة!
- طيب خلاس شوف ليا طريقة بتاعت (عربية) عشان أرجع العربية دى للشركة وأستريح من قصت الأقساط الشهرية دى؟
- يا (بنى آدم) أنسى موضوع العربية ده والعندك دى ذااتا رجعها للشركة وأمشى بى كرعينك.. إنتا قايل الناس العندها (عربيات) فى بلدكم دى مستريحين ؟ العربية عاوزة ليها ترخيص بى مليون وشويه وفحص آلى وشنو ما بعرف وبعدين يلمو فيك ناس المرور الرخصة وين والتأمين وين والخطر ده (مكسور) والقزاز ده (مشقوق) .. وكان فتحتا خشمك وعاوز تترافع عن نفسك يقولو ليك خلاص الإيصال إنقطع !! - مواصلاً- بالله عليك الله دخلنى فى (الفانوس) ده تانى وخلينى أمشى .. حالتكم دى حالة تحنن!
- (فى توسل ورجاء) : أقيف أقيف تمشى وين يا مارد وتخلينى؟
ماشى أشوف ليا طريقة إغتراب واللا هجرة لأى دولة تانية .. .. إنتو ناسكم ديل بقوا ما محتاجين لى شيطان يوسوس ليهم ..
تنبيه هام :
لا تتعشى بالفول وتنام.. حتى لا تصيبك مثل هذه الأحلام!!