سرك في بئر
2010-02-02 02:35:00
السر هو الأمر الذي يتكتم عليه الإنسان بينه وبين نفسه أو يتقاسمه مع شخص آخر مقرب إليه وثق فيه.. وهو عبارة عن موضوع في غاية الأهمية ويأخذ حيزاً من الحذر والحيطة ودرجة أمنية مشددة، الأسرار تنقسم إلى عينية ومادية ودائماً ما تكون في وضع يتسم بالتحكم والتشديد لحمياتها من التفشي والذيوع.. وهي غالباً ما تكون متعلقة بالشخص نفسه أو أشخاص مقربين بالنسبة له.. والأسرار تعتبر من أكثر الجوانب إثارة في دواخل الإنسان لأنها تحمل في مضمونها أموراً تتعلق بالحياة والمستقبل والمكانة بين الناس ومهما كانت هذه الأسرار هامة طيبة أو فيها شيء من الخطر على الإنسان اجتماعياً يمكن أن يؤثر تفشيها على مستقبل الإنسان وتؤدي إلى خلط أوراقه مع بعضها البعض، فدائماً يحاول ان يعالجها بالصورة المطلوبة حتى يضمن سلامة وصولها إلى المحيط الخارجي الذي يوجد فيه، وهناك أسراراً لدى بعض الناس تشكل أحداثاً يمكن أن تثير مشاكل وتسبب كثيراً من المتاعب وربما تبني حواجز كثيرة تؤدي إلى غرق الأرصفة الآمنة.. والأسرار تأخذ أهمية كبيرة في حياة كثير من الناس لذلك يحرص كل شخص أن لا يفرط في أسراره مهما كلفه ذلك من متاعب ومعاناة نفسية، وهناك أسرار لدى بعض الناس لا يبوحون بها حتى إلى أقرب المقربين بالنسبة لهم كالصديق، أو المحبوب أو الزوج، وحتى على نطاق الأسرة.. والأسرار تفتح أبواب عديدة نحو الثقة في النفس والآخرين.
هل ما زالت الأسرار كما كانت في القديم في قاع الآبار أم تفشت كما الرماد في الرياح وتتفرق وتشيع كما الوباء في الجسد البالي، وهل ما زالت الأسرار متبادلة بين الناس أم أنها أصبحت تتخفي في الدواخل كما يتثدر الطفل في حجر أمه من الصقيع.
الأسرار بين الرجال.. لها لون خاص والأسرار بين الناس لها صدى عظيم.. وأسرار المراهقين والشباب لها خاصية أخرى، وهنالك أسرار الأمهات والأطفال وهي من أعظم الأسرار الإنسانية لأنها تتمتع بالحب.. والدفء والأمان..
الرجال هم من الفئات التي لها خاصية متفردة في التعامل مع الأسرار، فهم ليس من السهل أن يبوحوا بأسرارهم حتى مع ذاتهم وكأنهم يخشون حتى من نفسهم ان تسربها.. لذلك تجدهم دائماً في غموض داخلي لا يبيحون إلا إذا عظم امرها وسيطرت عليهم الآلام فتجدهم يتجهون إلى أقرب صديق لديهم ويبوحون له بأسرارهم ولكن هل كل صديق عزيز يستطيع أن يكتم أسرار صديقه ويوليها درجة من الأمان.. هذا هو الأمر الذي يشكل هاجساً لكثير من الرجال، والرجال لا يبوحون بأسرارهم إلى كثير من النساء مهما كانت العلاقة الاجتماعية التي تربط بينهم، لذلك من النادر أن يبوح الرجل بأسراره إلى سيدة حتى إذا كانت زوجته لذلك يكون هنالك لغز مفقود دائماً..
أما النساء لا يكتمن حتى الأسرار العظيمة لأنهن عاطفيات ويعشقن الأسرار الجميلة التي تجعلهن يشعرن بالعظمة وشيئاً من الغرور، وهن أكثر الفئات تبادلاً للأسرار، أما الشباب هنالك جزء منهم يكتم أسرار بعضهم البعض ومنهم من يتاجر بأسرار أقرب أصدقائه، والأسرار بين الشباب أصبحت عالماً مكشوفاً والسر إذا ما أصبح معلوماً لا يعتبر سراً بالنسبة لهم.
أما المراهقون أسرارهم يحطيها الحذر والتردد والخوف لأنهم أصحاب تجارب حديثة لذلك يتخوفون من الأسرار خشية من الأسرة.. أو المجتمع المحيط بهم، وهي في الغالب تكون - أسرارهم - في أمان وهي محدودة لأنها لم تصل درجة النضوج بعد وهم في فضول دائم لذلك أسرارهم تتغير من وقت إلى آخر، ومثل ما قالوا السر لما يفوت اثنين ما ببقى سر..