متى تشرع العزلة؟

متى تشرع العزلة؟
هناك حالات خاصة تشرع فيها العزلة، العزلة الكلية أو الجزئية، وقد يتفاوت نوع العزلة المطلوب في بعض هذه الحالات عن النوع المطلوب في بعضها الآخر، وينبغي أن يلحظ أن الحديث سيكون عن الحالات العامة التي تشرع فيها العزلة، والتي يكون سبب مشروعيتها فيها تغير عام يقع في المجتمع، أما العزلة التي تشرع بسبب خاص هي التي تكون بسبب الفرد ذاته، إما لعدم قدرته على احتمال رؤية المعاصي والمفاسد، أو لخوفه على نفسه من الوقوع فيها خوفًا ظاهرًا قويًّا، وإما لتميزه بطبائع وخلائق سيئة، من الحدة والشدة، أو التعجل والهوج، أو غيرها مما يلحق الضرر بالآخرين، دون تحصيل فائدة تذكر، ولا يملك الخلاص منها أو تخفيفها وتهذيبها، إلى أسباب أخرى يكون متعلقها الفرد ذاته، وليس الحال العام.
الحالة الأولى: عند فساد الزمان:
فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الزمان الذي يتعذَّر فيه إصلاح العامة، لاختلاف الناس وتناحرهم وتطاحنهم، وخفة أحلامهم وأماناتهم، ومروج عهودهم ونذورهم ووصف صلى الله عليه وسلم أهل ذلك الزمان بأنهم "حثالة" من الناس، والحثالة من كل شيء هي رديئُهُ وسَقَطُهُ ومنه حثالة الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشر، وحثالة الناس: أراذلهم. فهو إشارة إلى استقرار الانحراف العام، والغربة الشاملة، وغلبة الشر والفساد غلبة لا يطمع معها في إصلاح العامة.وقد بيَّن صلى الله عليه وسلم أنه يشرع للمرء حينئذ أن يقبل على خاصته، ويذر أمر العامة. وفي حديث أبي ثعلبة الخشني - رضي الله عنه - حين سُئل عن قوله - تعالى -: (عليكم أنفسكم)( ) قال للسائل( ): أما والله لقد سألت عنها خبيرًا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحًّا مطاعًا وهوىً متَّبعًا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك - يعني نفسك - ودع عنك العوام"7- فالإعجاب بالرأي، وإعجاب المرء بنفسه مدعاة إلى ترك الكتاب والسنة، وأقوال الأئمة والسلف، وسبب لعدم قبول الحق ممن جاء به، وبهذا تتراكم الأخطاء، ويتعذر التدارك والإصلاح.
ومحصل هذه الصفات كلها: أن لا فائدة من الأمر والنهي والإصلاح في مجال العامة (وهم الدهماء والجمهور، وإن ترأسوا وسادوا)( )؛ بل ربما ترتب على الأمر والنهي ضرر بأن يتضاعف المنكر ويزداد، أو يتأذى الآمر في نفسه، أو أهله، أو ماله. وهذا يعني أن هذه الحالة استثناء من الأصل الذي هو وجوب الأمر والنهي والجهاد والدعوة، وهذا الاستثناء - وإن كان متمشيًا مع قاعدة المصلحة والمفسدة - إلا أنه حال خاص في زمن خاص. بهذا يتضح موقف الغرباء من العزلة: العزلة البدنية، والعزلة القلبية، والعزلة الكلية، والعزلة الجزئية، ويتبين أن الغرباء ليسوا فئات منـزوية في المجتمع تاركة لأمر الدعوة والجهاد، يائسة من التغيير والإصلاح.ويتضح أن عزلتهم ليست مهربًا يلجؤون إليه طلبًا للسلامة من أعباء المجاهدة والمكابدة؛ بل هي موقف ضروري يلجأ إليه الفرد أو الجماعة في أحوال خاصة، إما بوجود فساد ضارب، وغربة مستقرة لا مطمع في تغييرها، أو بالتباس يعرض نتيجة لفتنة قائمة، أو لوجود طبيعة خاصة عند فرد معين تجعل اختلاطه بالناس عائدًا بالضرر عليه وعليهم.
وفي أحيان غير قليلة تصبح العزلة نوعًا من "الإنكار العملي" الذي يعلن المرء فيه شجبه لما عليه الناس، ودعوته لهم إلى سلوك الطريق المستقيم.
وهي مع هذا وذاك سلوك يؤدي إلى نجاة النفس وإنقاذها وحمايتها من الانحرافات الشائعة في المجتمعات.

الاخ رضوان لك عاطر التحايا
وكل عام وانت والاسرة بالف خير
شكرا جزيلا على المداخلة الرائعة
بس نود ان نعرف اراء الناس فى هذا الموضوع
كواقع ملموس فى حياتنا
وبالله التوفيق

ابن خالي العزيز
كل عام وانتم بخير تحياتي القلبية للوالد والوالدة متعهما الله بالصحة والعافية.
اعتقد الدنيا مازالت بخير والامل كبير في استمرار الدعوة الى الاصلاح ......... واحسب ان الحديث الذي اشرت اليه تتناول احدي ظواهر /علامات آخر الزمان....... آمل ان تكون متفائلا والحديث عن العزلة وشريعتها خليها لوقتها.....وكلام سعادة السفير وقصيدته في محله
والله الموفق.

بعد السلام عليكم
الاخ رضوان / كل عام وانت بخير وحمدلله على سلامه الوالد وربنا يشفيهو
الاخ النور / بارك الله فيك اتكلمت بازهاب فى موضوع العزله ولم تترك شارده ولا وارده
والجميل فى الموضوع انك تحدثت عن العزله من النحيه الدينيه والاجتماعيه واثرها على الفرد والمجتمع
فى مجتمعنا الان لابد ان تعيش فى مجموعات انعزاليه وتنبثق من داخلها مجموعه انعزاليه اخرى وتتوالى الانبثاقات
الى ان تصل الى مجموعه انعزاليه تتكون من شخص واحد واخر مرحله هى ان تطفى النور وتسمع الراديو وبصوت منخفض
دى العزله المجيده . . .مثل روايه مائه عام من العزله000
والا سوف يجبرك مجتمنا الصغير ان تصبح امبريالى توسعى متسلط

د بكرى حكيم مراغة
حبيبنا ايمن زعيم المنعزلين
استازنا زنو رين
د نضار ابو الفهم
مشكورين كتير
وانشاء الله مافى عزلة
ايمن حاهدى ليك كتاب (دع القلق وابدا الحياة )
وخوفى انو الكتاب يبدأ القلق ويترك الحياة
مشكورين كتير

الاخ ود السلطان موضوع يستحق القراءة ببط وبتركيز والف شكر
لكن بتاعت ايمن دى من قوية عديل ....

وقال حذيفة رضى الله عنة : (لوددت ان لى من يصلح من مالى (اى يدير شئونة) فاغلق بابى فلا يدخل على احد ولا اخرج اليهم حتى الحق بالله) .... وعن بن عباس رضى الله عنة قال: (لو لا مخافة الوسواس دخلت الى بلاد لا انيس لها وهل يفسد الناس الا الناس)